الآخر سنة خمس من البعث، وبعد الإسراء بثلاث سنين، وأمها خديجة بنت خويلد
، وقد ذكرناها فيما تقدم.
الفصل الثالث: في مبلغ عمرها
عاشت (صلوات الله عليها) ثماني عشرة سنة، أقامت بمكة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثماني سنين، ثم هاجرت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجها النبي (عليه الصلاة والسلام) بعد مقدمه المدينة بسنة وهي بنت تسع سنين من أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمر الله تعالى، وله (عليه السلام) يومئذ أربع وعشرون سنة، وولدت فاطمة (عليها السلام) الحسن ولها إحدى عشرة سنة، والحسين (عليه السلام) بعد الحسن بعشرة أشهر وثمانية عشرة يوما، وقبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولها يومئذ ثماني عشرة سنة إلا ثلاثة أشهر، وبقيت بعده خمسة وسبعين يوما
. الفصل الرابع: في وقت وفاتها وموضع قبرها (عليها السلام)
توفيت الزهراء (عليها السلام) في الثالث من جمادى الآخر سنة إحدى عشرة من الهجرة، وتولى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) غسلها، وصلى عليها هو والحسن والحسين (عليهما السلام)، وعمار، والمقداد، وعقيل، والزبير، وأبوذر، وسلمان، وبريدة، ونفر من بني هاشم في جوف الليل، ودفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) سرا بوصية منها إليه، فاختلف الناس في موضع قبرها، فقال قوم: إنها مدفونة في البقيع، وقال قوم: إنها دفنت في بيتها، وقال آخرون:
إنها في الروضة بين قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنبره
؛ والأصح والأقرب أنها مدفونة في الروضة أو في بيتها، فمن استعمل الاحتياط إذا أراد زيارتها وزارها في المواضع الثلاثة كان أولى وأصوب والله أعلم.
الفصل الخامس: في ذكر أولادها (عليها السلام)
كان لفاطمة (عليها السلام) خمسة أولاد ذكر وأنثى: الحسن والحسين (عليهما السلام)، وزينب الكبرى، وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم (رضي الله عنهما)، وولد ذكر قد أسقطته فاطمة (عليها السلام) بعد النبي (عليه التحية والسلام). وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سماه وهو حمل محسنا.
صفحہ 80