تحقیق وصول
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
اصناف
[aphorism]
قال أبقراط: فأما في الصيف فيعرض بعض هذه الأمراض كانبعاث الدم والجنون والوسواس * والقوابي (9) والذبحة لغليان الدم ومرارته وثفل فيه مثل السكتة والصرع و أما الأمراض التي تحدث في الصيف فهي حميات دائمة عن مادة دموية و حمى محرقة وهي التي يكون سببها مادة صفراوية داخل العروق قرب القلب وحمى غب أعني الصفراوية مطلقا كثير وذلك لما يحدث في الدم من الغليان لكثرة تناول الفاكهة ولحرارة الوقت وقيء إن مالت المادة إلى المعدة وذرب إن مالت المادة إلى المعدة، وإن مالت إلى الدماغ عرض رمد ووجع الأذن ويعرض قروح في الفم لكثرة ما يتصعد إليه من الأبخرة الصفراوية وعفن في القروح للحرارة.
[commentary]
تنبيه: قال القرشي فأما أوائل الصيف فيعرض فيه جميع أمراض الربيع لمشابهته له لكنها تكون سريعة التحليل.
هذا والمناسبة PageVW0P062A بين ما تقدم وما ننقله الآن ظاهرة.
22
[aphorism]
قال أبقراط: وأما في الخريف فيعرض أكثر أمراض الصيف أعني الحادثة عن مادته مثل الحميات والذرب وذلك لحبسه المادة عن التحليل ويقل فيه من أمراضه مثل الحادث عن الصفراء الرقيقة و أما الأمراض التي تحدث فيه فهي حميات ربع مطلقا لكثرة ترميد السوداء خصوصا مع تقدم الصيف المحرق للأخلاط و حميات مختلطة أي ليس لها نظام وذلك لأن الأبدان حينئذ يكون فيها مواد مختلفة بعضها متولد فيه نفسه وبعضها متولد في الصيف والبعض الآخر متولد في الربيع * وأطحلة (10) أي أنه يعرض فيه أيضا عظم * الأطحلة (11) وذلك لكثرة السوداء فيه وميلها إلى الباطن و لذلك يعرض فيه استسقاء لسوء الهضم حينئذ * وسل (12) لتأذي الرئة بوصول هوائه المختلف في الحر والبرد إليها ولحبسه لمواد الصيف فينحدر منها شيء إليها يتقرحها وتقطير البول لتضرر المثانة بهوائه المختلف مع حدة البول بما يخالطه من المواد المختلفة واختلاف الدم أي إسهاله لميل المادة الحادة إلى الأمعاء فيتسحجها وزلق PageVW0P062B الأمعاء والمعدة قال جالينوس المراد بزلق الأمعاء خروج الطعام بسرعة من غير أن يكون قد تغير البتة وذلك إما لقروح في سطح المعدة أو لضعف الماسكة وذلك لكثرة انحدار المواد إلى هناك في هذا الفصل ووجع الورك لتضرر العصب بهوائه ولتوجه المادة فيه إلى جهة السفل. والذبحة لكثرة ما ينحدر إلى الحلق من الرأس بسبب تكاثفه للمسام غير أن أكثر هذه الذبحة صفراوية دموية والربيعية دموية أو بلغمية والربو لما ينحدر من المواد إلى الرئة والقولنج الشديد الذي يسميه اليونانيون أيلادوس وتفسيره «يا رب ارحم» وهو مغص شديد في الأمعاء الدقاق وسمي * قولنجا (13) تجوزا و يكثر في الخريف لتخفيفه بيبوسة هوائه فضلات الغذاء قبل انحدارها إلى الأمعاء الغلاظ قال جالينوس: وأكثر ما يحدث عن حصول ورم هناك و يعرض الصرع لحبس المواد فيه في الدماغ والجنون والوسواس السوداوي لكثرة السوداء حينئذ.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم والذي يذكر الآن ظاهرة.
نامعلوم صفحہ