تحقیق وصول
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
اصناف
[aphorism]
قال أبقراط: إذا لم يجر طمث المرأة في أوقاته, وذلك بأن ينقطع حيضها للحبل بقرينة قوله ولم يحدث بها قشعريرة ولا حمى لكن عرض لها كرب أي قلق معدي, وغشي وخبث نفس, اي تهوع, فاعلم أنها قد علقت, وذلك لأن الدم الواصل إلى الرحم في أوال العلوق ينقي (يبقي في؟) البدن منه فضلات زائدة عما يحتاج إليه الجنين للتغذية لصغره, فتندفع إلى المعدة, وحينئذ ينفر عن الغذاء, وهذه الأعراض مستجرة بالحبلى إلى الشهر ؟؟؟ حتى الثالث, وقيل إلى الرابع. واعلم أن هذا الفصل يوخذ منه علامات عدم الحبل بالالتزام. وما نذكر الآن يدل على شيء منه.
58
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان رحم المرأة مزاجه باردا جدا بحيث يكون متكاثفا PageVW0P103B أي أن الرحم يكون متكاثفا الأجزاء البرد مزاجه, لم تحبل لمنافاة هذا البرد للتوليد. ومتى كان مزاج الرحم أيضا رطبا جدا لم تحبل, ويكون هذه الرطوبة مائية بدليل قوله لأن رطوبته تغمر المني وتجمده وتطفيه فيفسد لذلك ولا يحصل منه توليد. ومتى كان أيضا أجف مما ينبغي, وإنما قلنا أجف مما ينبغي لأن جفاف الرحم مناف للتكوين, وإن قل أو كان حار محرقا, وذلك لأن الحرارة منافية للتوليد بخلاف القليلة, لم تحبل لأن المني يعدم الغذاء فيفسد حينئذ. ومعنى قوله ومتى كان مزاج الرحم معتدلا بين الحالين كانت المرأة كثيرة الولادة, اعلم أن الرحم المعتدل هو الذي مزاجه على الحال الذي ينبغي أن يكون له وإذا كان كذلك كان على الحالة الموافقة للحبل لأن الرحم مخلوق لذلك, ويريد بالحالين هاهنا المضادتين, أحدهما المضادة بين الحار والبارد وثانيهما المضادة بين الرطب واليابس. وإنما قال كثير الولد ليدل على أن هذا مع كثرة حملها يكون ولدها سليما إلى وقت الوضع. ولما اشتمل هذا الفصل على الموضع, فذكر فصل بعده يدل على اللبن مناسب.
59
[aphorism]
قال أبقراط: اللبن وهو دم قد تعدل وازداد PageVW0P104A نضجا في الثدي ولذلك هو سريع الاستحالة للخلط الغالب الفاسد ولذلك هو لأصحاب الصداع رديء ومع سرعة استحالته هو أيضا مولد للصداع وهو أيضا للمحمومين مطلقا رديء وذلك لسرعة استحالته للمادة الموجبة للحمى وأيضا رديء لمن كانت المواضع التي فيما دون الشراسيف وهو أطراف أضلاع الخلف منه مشرفة عالية لنفحة أو ورم هناك أما ضرره للورم بتغليظ المادة والتسديد وأما للنفحة فلأنه يزيد فيها قال بن القف الواو في قوله وفيها قراقر بمعنى أو والمعنى أنه رديء لمن يكون فيه قراقر في هذه المواضع وذلك لأن الكبد يجذبه قبل انهضامه في المعدة حينئذ يفعل فيه بحرارتها فتولد منه رياح فإن كانت سكانة أحدثت النفحة وإن كانت متحركة أحدثت القراقر وإذا كان كذلك فضرره بأصحاب هذه الأمراض من باب أولى هو أيضا رديء لمن به عطش سواء كان ذاتي أو عرضي أما الأول فلاستحالته إلى الدخانية لما فيه من الزبدية وللطافة قوامه وأما العرضي فلاستحالته إلى الحموضة والبرودة بسبب ما فيه من الأجزاء الحيثية (؟) الغليظة وللطف قوامه وهو رديء لمن الغالب PageVW0P104B على برازه المرار الأصفر لسرعة استحالته إلى المرة الصفراء سواء كانت في المعدة أو في الأمعاء بخلاف ما إذا كانت داخل العروق فإنه لا يصل إلى هناك إلا بعد تمام نضجه وهو رديء لمن هو في حمى حادة لسرعة استحالته إلى الصفراء وهو رديء لمن اختلف دما كثيرا والمعنى أنه يضر لمن عرض له إسهال دم كثير وذلك لأن الهضم يكون قد ضعف لخروج هذا الدم فيكون جذب اللبن حينئذ شديدا أو هو موجب لنفوذه قبل كمال الهضم فيتولد عنه أخلاط نيئة وسدد اللبن ينفع أصحاب السل بتعريته للقرحة وكسره حدة الدم وترطيبه البدن إذا لم يكن بهم حمى شديدة جدا أو ينفع أيضا لأصحاب الحمى الطويلة الضعيفة والمراد بها حمى الدق وذلك لترطيبه لها وعدم استحالته للصفراء الضعف الحمى إذا لم يكن معها شيء بما تقدم يوصفه كالصداع وعلو تحت الشراسيف قال القرشي وإنما عبر بالذوبان في قوله وكانت أبدانهم تذوب على غير ما توجه العلة لينة على غلبة النحافة العارضة في هذه الحمى لتعلق الحرارة بالأعضاء الأصلية.
[commentary]
ومناسبة الفصل الذي سيذكر لما قبله من حيث أن الأول شتمل على النفخة (؟النفحة) وهذا يشتمل PageVW0P105A على الانتفاخ.
نامعلوم صفحہ