التحذیر من معاونت علی فتنہ
التحذير من المعاونة على الفتن
اصناف
ولا يقل أحدكم: إن الذي أعطيته كمجة في لجة، فلا يكون مؤثرا في إعانتهم؛ لأنا نقول وبالله التوفيق: إن الإجماع المعلوم بين الأمة أن المشاركة في ارتكاب المعصية محرم بل ذلك معلوم من الدين ضرورة، وفاعل ذلك مشارك ضرورة، وأيضا لو كان ذلك عذرا للواحد لكان عذرا للجميع؛ لأن لكل واحد أن يقول ذلك وإلا كان تحكما، وجميع ما تقدم يشهد ببطلانه، ولا تقولوا: إن الأمر مشتبه علينا؛ لأنا لا نعلم صحة هذا القول، ولا صحة ما يخالفه فنداري على دنيانا، ولعل الله لا يؤاخذنا بما لا نعلم؛ لأنا نقول وبالله التوفيق: إن الأدلة القطعية تقضي بتحريم العمل بالمشتبه، قال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}[الإسراء:36].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((بئس القوم قوم يستحلون الشهوات بالشبهات))، رواه أبو طالب عليه السلامفي (الأمالي) في حديث طويل.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، رواه الأمير الحسين عليه السلام في (الشفاء) .
ونحو ذلك من الأحاديث كثير حتى تواتر معنى، وأفاد العلم قطعا.
وقال علي عليه السلام في بعض خطبه: (ولا ترخصوا لأنفسكم فتذهب بكم الرخص مذاهب الظلمة).
وقال عليه السلام: (إن العامل بغير علم كالسائر على غير طريق فلا يزده بعده عن الطريق إلا بعدا عن حاجته) وقد تقدم ذلك.
وقال المنصور بالله عليه السلام: (تتبع الرخص زندقة).
صفحہ 379