التحذیر من معاونت علی فتنہ
التحذير من المعاونة على الفتن
اصناف
وما قاله أمير المؤمنين عليه السلامفي كلام طويل، كلم به كميل بن زياد، وهو قوله: (أو منهوما باللذة، سلس القياد للشهوة، أو مغرما بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين في شيء، أقرب شيء شبها بهما بالأنعام السائمة) ، ولا يقولوا بعد تبيين الحق ووضوحه نعمل بخلاف هذا، ونجعل بيننا وبين النار عالما، فإني أخاف أن يكون ذلك شركا؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}[التوبة:31].
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا يحلون لهم ما حرم الله عليهم فيستحلونه، ويحرمون عليهم ما أحل الله لهم فيحرمونه)) رواه أبو طالب عليه السلام في (الأمالي) .
قلت وبالله التوفيق: وهذا [الحديث صحيح] لموافقته لقوله تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}[الأنعام:121].
ووجه كونهم مشركين أنهم قد تقلدوا حكما والتزموه، وعبدوا له أنفسهم؛ امتثالا لمن شرعه لهم وابتدعه، وهو غير الله سبحانه، فقد جعلوا لله شريكا في تشريع الشرائع!! وذلك بحمد الله واضح.
وقوله تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}[الأنعام:121] نص صريح على ذلك.
صفحہ 378