(¬3) اختلف العلماء في معنى الأحرف السبعة المذكورة في الحديث، تصل أقوالهم فيها إلى نحو أربعين قولا، ذكر المؤلف واحدا منها، إلا أنه قال « توحيد» في ذكر أحد الأقسام، ولم أجد من ذكر ذلك، وإنما يذكرون مكانه «الاحتجاج». وقيل أن الأوجه السبعة هي: حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان وخبر ما هو كائن وأمثال. = بيان: وحد الكلام الذي يسمى في اصطلاح أهل النحو كلاما: هو ما تمت فائدته بمعرفة المراد به (¬1) ، كان اللفظ قليلا أو كثيرا. نحو: قم، وسر، وبع.
ولو قال قائل: إذا جاء زيد وقعد عندنا في هذا المقام فقل له. ولم يتم الكلام: لم يسم مع أهل النحو كلاما حتى يتمه بما تحصل (¬2) معرفة المراد به. نحو لو أتمه فقال: يقف فيه حتى أصل إليه. عرف المراد به وسمي كلاما . وعلى هذا فقس.
بيان في معرفة الاسم (¬3) :
... بأل وتنوين ومن ... ويا الندا ... تبين الأسماء منها ... كالهدى
علامات الاسم لمعرفته كثيرة وفي هذا البيت أربع علامات:
العلامة الأولى: كل كلمة يحسن أن يدخل في أولها أل. ومعنى ذلك أن تزاد ألفا ولاما.
والعلامة الثانية: يحسن أن ينون أخرها، والتنوين (¬4) هو الضمتان والفتحتان والكسرتان.
والعلامة الثالثة: يحسن أن يدخل عليها قبلها «من» بكسر الميم.
والعلامة الرابعة: /2/
يحسن أن يدخل عليها قبلها ياء النداء (¬5) .
نحو: جبل وبحر وعند وغير ومع وموسى وعيسى، فهي أسماء لأنه يحسن أن تدخل عليها العلامات.
¬__________
(¬1) = وقيل الأحرف هنا: القراءات، وقيل: سبع لغات، وصححه الإمام السالمي - رحمه الله -، وقيل: ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التيسير والتسهيل. انظر: السالمي، عبد الله بن حميد ،شرح الجامع الصحيح . مكتبة الاستقامة. 1/32، 33 .
) زاد فيه (ب): نحو قم.
(¬2) زاد في (ب): به.
(¬3) الاسم: كلمة تدل بذاتها على شيء محسوس (مثل: بيت، نحاس، ..) أو شيء غير محسوس يعرف بالعقل (مثل: الشجاعة، المروءة، ...) وهو في الحالتين لا يقترن بزمان.
انظر: النحو الوافي، مرجع سابق، 1/ 26.
(¬4) التنوين: نون ساكنه زائدة تلحق آخر الأسماء لفظا لا خطا ولا وقفا. وله أنواع. أشهرها أربعة: تنوين الأمكنية، وتنوين التنكير ، وتنوين التعويض ، وتنوين المقابلة . انظر : النحو الوافي ، مرجع سابق . 1/26، 33.
(¬5) سقطت " النداء " من (ب) .
صفحہ 27