432

تهذيب الآثار

تهذيب الآثار

ایڈیٹر

محمود محمد شاكر

ناشر

مطبعة المدني

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

حدیث

فالصواب كان له أن يقول من القول فى ذلك وفى غيره ما هو الصحيح عنده

وليس إنكاره ما أنكر من ذلك إن كان صحيحا عنه ما روى فى ذلك عنه بدافع شهادة من شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يخبر عن نفسه أنه صلى فى المسجد الأقصى ليلة أسرى به وأن الأنبياء جمعوا له هنالك فصلى بهم

وذلك أن العدل إذا شهد شهادة على شهود عليه لم تبطل شهادته عند أحد من علماء الأمة بقول قائل لا صحة لهذه الشهادة أو لا حقيقة لها إذا لم يكن لقائل ذلك حجة غير قوله لا صحة لها ولا حقيقة

فحذيفة رحمة الله عليه إنما احتج لقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل فى المسجد الأقصى ليلة أسرى به على من أنكر قوله بأن الله تعالى ذكره لم يذكر فى كتابه أنه صلى فيه وإنما ذكر فيه إسراء به فقال

﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا

سورة الإسراء 1

وليس للقائل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل فيه تلك الليلة فى ذلك من الحجة إلا وفيه لمن قال إنه صلى فيه مثلها وذلك أنه لا خبر فيه من الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم على أنه صلى فيه ولا أنه نزل عن البراق ولا أنه لم ينزل عنه ولا أنه ربطه ولا أنه لم يربطه وإنما فيه الخبر عن أنه أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه من آياته

وإنما قال من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فى المسجد الأقصى تلك الليلة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخبرا عنه أنه قال صليت فيه وليس فى خبره عن نفسه بذلك خلاف لشىء من إخبار الله عنه الذى ذكره فى قوله

﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله

بل بأن يكون ذلك تحقيقا لما فى هذه الآية أشبه من أن يكون له خلافا

صفحہ 448