تهذيب الأسماء واللغات

النووي d. 676 AH
114

تهذيب الأسماء واللغات

تهذيب الأسماء واللغات

امرىء القيس بن النعمان بن عمران ابن عهد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن وبرة بن كلب بن وبرة بن الحارث بن قضاعة الكلبى الهاشمى. وأمه أم أيمن بركة، رضى الله عنها، وسيأتى بيانها فى ترجمتها إن شاء الله تعالى. روى لأسامة عن رسول الله ﷺ مائة وثمانية وعشرون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على خمسة، وانفرد البخارى بحديثين، ومسلم بحديثين. روى عنه ابن عباس، ثم جماعات من كبار التابعين. روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن ابن عمر، رضى الله عنهما، قال: بعث رسول الله ﷺ بعثًا وأمّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس فى إمارته، فقال رسول الله ﷺ: "إن تطعنوا فى إمارته فقد طعنتم فى إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلىَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إلىَّ". وزاد فى رواية لمسلم: "وأوصيكم به، فإنه من صالحيكم". وفى صحيح البخارى، عن أسامة، أن رسول الله ﷺ كان يأخذه والحسن بن على فيقول: "اللهم أحبهما فإنى أحبهما"، أو كما قال. وفى رواية له أيضًا، قال: كان ﷺ يقعدنى على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما، ثم يقول: "اللهم إنى أرحمهما فارحمهما". وفى البخارى ومسلم، عن عائشة، رضى الله عنها، أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية، فقالوا: من يجترىء عليه إلا أسامة بن زيد حِب رسول الله ﷺ. وفى البخارى، عن عمرو بن دينار، قال: نظر ابن عمر يومًا إلى رجل يسحب ثيابه فى المسجد، فقال: انظروا من هذا ليت هذا عبدى، قال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟! هذا محمد بن أسامة بن زيد، فطأطأ ابن عمر رأسه فى الأرض، ثم قال: لو رآه رسول الله ﷺ لأحبه. وفى كتاب الترمذى، عن عائشة، قالت: أراد النبى ﷺ أن ينحى مخاط أسامة، فقلت: دعنى أفعل، فقال: "يا عائشة، أحبيه فإنى أحبه" (١)، قال الترمذى: حديث حسن. وروينا فى الترمذى أيضًا، عن أسلم مولى عمر، أن عمر، رضى الله عنه، فرض لأسامة ثلاث آلاف وخمسمائة، وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف، فقال: لم فضلت أسامة علىَّ؟ قال: لأن زيدًا كان أحب إلى رسول الله ﷺ من أبيك، وكان أسامة أحب إلى رسول الله ﷺ منك، فآثرت حِب رسول الله ﷺ على حبى. قال

(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه (١٥/٥٣٥/٧٠٥٨) . والترمذي في سننه (٥/٦٧٨/٣٨١٨) .

1 / 114