277

تحبیر لاضاح معانی تیسیر

التحبير لإيضاح معاني التيسير

تحقیق کنندہ

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

ناشر

مَكتَبَةُ الرُّشد

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

اصناف

قوله: "وأصاب": أي: الغيث طائفة منها، أي: الأرض. "طائفة أخرى" أي: قطعة: "إنما هي قيعان" جمع قاع، وهو المستوي من الأرض الملساء التي لا تنبت، وقد فسرها قوله ﷺ: "لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ". قوله: "فذلك" أي: مثل من فقُه بضم القاف، وصار فقيهًا. قوله: "ونفعه ما بعثني الله به مثله وعلم إلا أجر" قال القرطبي (١) وغيره: ضرب رسول الله ﷺ لما جاء به من الدين مثلًا بالغيث العام الذي يأتي الناس في حال حاجتهم إليه، وكذا كان حال الناس قبل مبعثه، فكما أن الغيث يحيي البلد الميت، فكذا علوم الدين تحيي القلب الميت، ثم شبه السامعين له بالأرض المختلفة التي ينزل الغيث عليها، فمنهم العالم العامل فهو بمنزلة الأرض الطيبة شربت فانتفعت في نفسها، وأنبتت، فنفعت غيرها، ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه فيه غير أنه لم يعمل بنوا فله، أو لم ينفعه ما جمع لكنه، أداة لغيره، فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء، فينتفع الناس به، وهو المشار إليه بقوله ﷺ: "نضر الله امرءٌ سمع مقالتي فأداها كما سمعها" (٢) ومنهم من سمع العلم فلا يحفظه ولا يعمل به، ولا ينقله إلى غيره، فهو بمنزلة الأرض السبخة الملساء التي لا تقبل الماء، ويفسده على غيرها، وإنما جمع في المثل بين الطائفتين الأولتين المحمودتين لاشتراكهما في الانتفاع بهما [٥٦ ب/ ج] وأفرد الثالثة المذمومة لعدم النفع بها، وانتفاعها في نفسك. قلت: ولذا ذكر في أصل المثل ثلاثة طوائف، وفي التفريع اقتصر على طائفتين لأنه جعل الأولين في التفريع شيئًا واحدًا هو المنتفع بما بعث به الرسول ﷺ، وإن اختلف النفع قد جمعهما حصول أصله، فكلهما شيئًا واحدًا.

(١) في "المفهم" (٦/ ٨٣ - ٨٤). (٢) أخرجه أحمد (١/ ٤٣٧) والترمذي رقم (٢٦٥٧) وابن ماجه رقم (٢٣٢)، وهو حديث صحيح.

1 / 277