طہارت قلوب

درینی d. 697 AH
84

طہارت قلوب

اصناف

============================================================

83 الى المؤمنين وزين، وطبع على قلوب الجاحدين، فهم يحادلون فى الحق بعد ماتبين؛ جلت عظمته عن الإدراك، قالوهم حير قاصر.

(أحمده) على إحسانه الوارد والصادره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادة عبد لاحكلمه صابر، ولآلائه شاكر، وأشهد أن حمدا عبده ورسوله اختاره من أطيب المناصر، واصطفاه من انجب العشأر، واحتصه بأشرف الذخائر، وأدار على من عاداه أظم الدوائر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه مادار فلك دائر، وسار كوكب

فى الجؤ سائر.

فى قول الله تعالى : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة مى للأوى).

الخوف من مقام الله وحسابه يدعو إلى المواظبة على العمل والعلم لتنال رتبة القرب من الله تعالى ، والخوف سوط الله تعالى بقوم به الشاردين عن با به ، فمن خاف المقام بين يدى ربه يوم العرض ونهى النفس عن هواها وردها عن غيها (فإن الجنة هى الماوى) وينبغى للمؤمن أن بكون كثير الفكر فيما بين يديه من الأهوال كثير المحاسبة لنفسه فى عد نعم الله تعالى وعد جنايات نفه ليدوم بذلك خوفه، فإن الخوف إذا قارق القلب خرب ، والغالب على النفس الفتور والأمن والكسل عن الطاعات ، والميل إلى الشهوات ودواء ذلك الخوف ؛ فأما من دام عليه الخوف حتى مال إلى القنوط واليأس من رحمة الله تعالى فينبغى أن يداوى بالرجاء ويذكر سمة رحمة الله تعالى، فمثال الخوف والرجاء كمثال الحرارة والبرودة، فمن غلب عليه أحدهما حتى خيف عليه الانحراف والتلف يداوى بالآخر حتى يرجع الى حد الاعتدال . فقد ورد فى الحديث " لو وزن خوف الموامن ورجاوه لاعتدلا" ولائدة الخوف التقوى والورع والمبادرة والاجتهاد ، فإذا مال إلى حد يخرج عن حد الاعتدال وقع فى القنوط وبطل العمل وذهبت فاندة الخوف، وإذا دخل عليه الرجاء والطمع رده إلى التقوى والورع ، فالمطلوب الققوى ، وإنما الخوف والرجاء هما طريقان

صفحہ 84