============================================================
صرآنه ، العبد إذا أبق(1) عن باب مولاء لا يحققر قلبه بخدمة سواه ، فإذا كان للولى لادرا (1)09 على رده إلى الباب وكان عنده من حملة الأحباب رده بألطاف وإكرام، وجذبه بالإحسان والإعام . ياعبدى أنت تفر عنى، وتعرض عن طاعتى، وأنا أردك إلى خدمتى، واأنته تعرض عن شكرى وانا اسبغ نعمتى عليك .
ورد فى الحديث " أن جابر بن عبد الله اعتل جمله فى بعض أسفاره فاشتراه منه النبى صلى الله عليه وسلم وتركه تحت جابر إلى المدينة، فمن حين اشتراه صار يسبق الركب، فلها وصل إلى المدينة وقاه التمن وتركه تحت جابر وما كان قصده بشرائه إلا إصلاحه. وقد اشتراك مولاك لإصلاحك فسلم المبيع فسيرجع إليك الكل (إن الله لغنئ عن المآ لمين) قال الجنيد : أخبرهم بأنه اشتراهم ليخرجهم عن التدبير ، ويكلوا الأمر: إلى الملك الكبير.
وقال أبو بكر الوراق : اشترى منهم أنفمهم حتى لا يهقى لهم التفات إلى أعالهم وأموالهم .
وقال أبو عنمان : اشتراها حتى لا يبقى لهم مابتخاصمون عليه ، فإذا كانت الجنة منا لنفصك ومالك ولم تبنل فى طاعة الله تعالى، ولم تنفق مالك له تعالى، فطلب التمن مع إمسلك المبيع ومنعه لايصح. طلب الجنة بغير عل أمانى وغرور، وطلب القرب من لاتطيعه تعطيل وفقور فى الجنة عينان تجريان لمن له اليوم عينان تجريان من خشية الله تعالى، قاصرات الطرف فى الخيام ، لمن قصر طرفه عن الآثام ، رفع الحجاب لمن ترك الإعجاب، باتينها زاهرة لمن له عين ساهرة، قصورها عالية، وأثمارها غالية، ظلها ممدود لمن لايقدى الحدود، عيشها مقيم لمن يؤمن باله ويستقيم .
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لا يحب ويرخى من القول والعمل، ويخلصنا من هذا التسويف والفقور والكسل، ويؤمن روعتنا يوم التوبيخ والخجل ، ويعيذنا يوم الفزع الأكبر من خيبة الأمل، إنه غفور وحيم شكور حليم.
(9) الآبق: بمعنى الهارب . ومنه قوله تعالى: (إذ أبق إلى الفلك المشحون) .
( طعارة القلوب)
صفحہ 82