285

تهافت التهافت

تهافت التهافت

اصناف

[9] وهذا هو الذى اراد ابن سينا بقوله ان واجب الوجود لا يخلو ان يكون واجب الوجود لمعنى يخصه فى نفسه او لمعنى زائد على نفسه لا يخصه فان كان لمعنى يخصه لم يتصور هنالك موجودان اثنان كل واحد منهما واجب الوجود وان كان لمعنى يعم كان كل واحد منهما مركبا من معنى يعم ومعنى يخص والمركب غير واجب الوجود من ذاته .

[10] واذا كان هذا هكذا فقول ابى حامد فما الذى يمنع ان يتصور موجودان اثنان كل واحد منهما واجب الوجود كلام مستحيل

[11] فان قيل انه قد قلت ان هذا هو قريب من البرهان والظاهر منه البرهان . قلنا انما قلنا ذلك لان قوة هذا البرهان هى قوة قول القائل ان المغايرة بين الاثنين المفروضين واجبى الوجود لا يخلو ان تكون مغايرة اما بالشخص فيشتركان فى الصفة النوعية واما بالنوع فيشتركان فى الصفة الجنسية وكلا المغايرتين انما توجد للمركبات ونقصان هذا عن البرهان انه قد تبين ان ههنا موجودات تتغاير وهى بسائط لا تغاير النوع ولا تغاير الاشخاص وهى العقول المفارقة لكن تبين من امرهم انه يجب ان يكون فيها المتأخر فى الوجود فقول والمتقدم والا لم يعقل هنالك تغاير اصلا .

صفحہ 292