416

تفسير مقاتل بن سليمان

تفسير مقاتل بن سليمان

ایڈیٹر

عبد الله محمود شحاته

ناشر

دار إحياء التراث

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٣ هـ

پبلشر کا مقام

بيروت

لَيْسَ فيها شيء تُبْدُونَها تعلنونها وَتُخْفُونَ يعني وتسرون كَثِيرًا فكان مما أخفوا أمر محمد- ﷺ وأمر الرجم فِي التوراة وَعُلِّمْتُمْ فِي التوراة ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا وَلَم يعلمه آباؤُكُمْ ثُمّ قَالَ فِي التقديم: قُلِ اللَّهُ أنزل عَلَى مُوسَى- ﵇ ثُمَّ ذَرْهُمْ يعني خل عَنْهُمْ إن لَمْ يصدقوك فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ- ٩١- فِي باطلهم يلهون يعني اليهود نزلت هَذِهِ الآية بالمدينة ثُمّ إن مَالِك بن الضيف تاب من قوله فلم يقبلوا منه وجعلوا مكانه رَجُلا فِي الربانية.
وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ عَلَى محمد- ﷺ مُبارَكٌ لمن عمل به وَهُوَ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ يَقُولُ يصدق لما قبله من الكتب التي أنزلها الله- ﷿ على الأنبياء [١٢١ أ] وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى يعني لكي تنذر بالقرآن أصل القرى يعني مكة وإنما سميت أمَّ القرى لأن الأرض كلها دحيت من تحت الكعبة وَتنذر بالقرآن مَنْ حَوْلَها يعنى حول مكة يعني قرى الأرض كلها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يعني يصدقون بالبعث الَّذِي فِيهِ جزاء الأعمال يُؤْمِنُونَ بِهِ يعني يصدقون بالقرآن أنه جاء من اللَّه- ﷿ ثُمّ نعتهم فَقَالَ: وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ- ٩٢- عَلَيْهَا فِي مواقيتها لا يتركونها وَمَنْ أَظْلَمُ هَذِهِ الآية مدنية، فلا أحد أظلم مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ نزلت فِي مسيلمة بن حبيب الكذاب الحنفي حيث زعم أن اللَّه أوحى إِلَيْهِ النُّبُوَّة «١» .
وكان مسيلمة أرسل إلى النَّبِيّ- ﷺ رسولين فقال

(١) ورد ذلك فى كتاب لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي: ١٠١. كما ورد فى كتاب أسباب النزول للواحدي: ١٢٦. [.....]

1 / 575