تفسیر مجمع البیان
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
اصناف
(1) - الخلق يضطرون إلى الإقرار والتسليم وأما الدنيا فليست كذلك فقد يحكم فيها ملوك ورؤساء وليست هذه الإضافة مثل قوله تعالى وعنده علم الساعة لأن الساعة مفعول بها على الحقيقة وليست مفعولا بها على السعة لأن الظرف إذا جعل مفعولا على السعة فمعناه معنى الظرف ولو كانت الساعة ظرفا لكان المعنى يعلم في الساعة وذلك لا يجوز لأنه تعالى يعلم في كل وقت والمعنى أنه يعلم الساعة أي يعرفها.
المعنى
أنه سبحانه لما بين ملكه في الدنيا بقوله «رب العالمين» بين أيضا ملكه في الآخرة بقوله «مالك يوم الدين» وأراد باليوم الوقت وقيل أراد به امتداد الضياء إلى أن يفرغ من القضاء ويستقر أهل كل دار فيها وقال أبو علي الجبائي أراد به يوم الجزاء على الدين وقال محمد بن كعب أراد يوم لا ينفع إلا الدين وإنما خص يوم القيامة بذكر الملك فيه تعظيما لشأنه وتفخيما لأمره كما قال رب العرش وهذه الآية دالة على إثبات المعاد وعلى الترغيب والترهيب لأن المكلف إذا تصور ذلك لا بد أن يرجو ويخاف.
اللغة
العبادة في اللغة هي الذلة يقال طريق معبد أي مذلل بكثرة الوطء قال طرفة :
تباري عتاقا ناجيات وأتبعت # وظيفا وظيفا فوق مور معبد
وبعير معبد إذا كان مطليا بالقطران وسمي العبد عبدا لذلته وانقياده لمولاه والاستعانة طلب المعونة يقال استعنته واستعنت به .
الإعراب
قال أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج موضع «إياك» نصب بوقوع الفعل عليه وموضع الكاف في إياك خفض بإضافة إيا إليها وإيا اسم للضمير المنصوب إلا أنه ظاهر يضاف إلى سائر المضمرات نحو قولك إياك ضربت وإياه ضربت وإياي حدثت ولو قلت إيا زيد حدثت كان قبيحا لأنه خص به المضمر وقد روى الخليل عن العرب إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب وهذا كلام الزجاج ورد عليه الشيخ أبو علي الفارسي فقال إن إيا ليس بظاهر بل هو مضمر يدل على ذلك تغير ذاته وامتناع ثباته في حال الرفع والجر وليس كذلك الاسم الظاهر ألا ترى أنه يعتقب عليه الحركات في آخره ويحكم له بها في موضعه من غير تغير نفسه فمخالفته للمظهر فيما وصفناه يدل على أنه مضمر ليس
صفحہ 100