110

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

ونوع يطابق الواقع، وهذا يسمى صدقًا، سواء كان المخبر عنه ماضٍ أو مستقبلًا، فأقسم الله ﷿ بهذه المخلوقات على إنما نوعد صادق. فلابد أن يقع إذا وقع ما نوعد، وهوالبعث يوم القيامة يتلوه الجزاء، ولهذا قال: ﴿وإن الدين لواقع﴾ الدين يعني الجزاء، والدين يطلق أحيانًا بمعنى الجزاء، وأحيانًا بمعنى العمل، ففي قوله تعالى: ﴿لكم دينكم ولى دين﴾ المراد به العمل، وفي قوله ﵎: ﴿مالك يوم الدين﴾ المراد به الجزاء، وهنا ﴿وإن الدين لواقع﴾ أي الجزاء لابد أن يقع، لأن الله على كل شيء قدير. وقد قال الله تعالى: ﴿يوم تشقق الأَرض عنهم سراعًا ذلك حشر علينا يسير﴾
﴿والسماء ذات الحبك﴾ السماء معروفة، ذات: بمعنى صاحبة ﴿الحبك﴾ يعني الطرق، أي: أنها من حسنها كأنها ذات طرق محبوكة متقنة، كما يكون ذلك في جبال الرمل، يضربها الهواء فتكون مضلعة، إذن السماء كذلك ﴿إنكم لفي قول مختلف﴾ ﴿إنكم﴾ الخطاب للكافرين ﴿لفي قول مختلف﴾ يعني يختلف بعضه عن بعض، فبعض الكفار قالوا للرسول ﵊: إنه مجنون، وبعضهم قالوا: إنه ساحر، وبعضهم قالوا: إنه كاهن، وبعضهم قالوا: إنه شاعر، وبعضهم قالوا: إنه كذاب، فهم مختلفون في النبي ﷺ، واختلاف الأقوال يدل على كذبها وفسادها، وكلما رأيت قولًا مختلفًا متناقضًا فاعلم أنه باطل وليس بصحيح؛ لأن الحق لا يمكن أن يتناقض، فهؤلاء المكذبون للرسول ﵊ اختلفوا هذا الاختلاف ﴿يؤفك عنه من

1 / 117