وبما أني كنت بعيدا عن التصرفات المريبة التي كان غيري من أئمة الجماعة يقوم بها كالتزلف الى الدولة ورجالها وممالأتهم.
وكنت مشتغلا بالعمل الإرشادي والعلمي، ولم أشأ التقرب إليهم، هددوني على لسان بعض أولئك المتزلفين وأخيرا نفذ في حقي التهديد.
فسافرت الى إيران.
واطلعت في (مدينة قم) على أن هذا الكتاب قد طبع بتحقيق السيد أحمد الحسيني، في سلسلة (المختار من التراث) [1].
ورأيت أن هذه الطبعة تمتاز بجودة الإخراج، وجمال الطبع، بالإضافة الى الاعتماد فيها على نسختين خطيتين، إحداهما الأصل الذي اعتمدناه، وثانيتهما نسخة محفوظة بمكتبة مجلس بطهران، والثانية منسوبة الى الخطاط (ياقوت المستعصمي).
ومع أني أعتقد أن قيام شخصين بعمل واحد، في مجال التحقيق، مما لا داعي إليه، إذ كل المقصود هو إعطاء صورة كاملة من النص المكتوب، ليرجع اليه العلماء، بالإضافة الى أن صرف جهدين في أمر واحد، مع أن المئات من الكتب لا تزال غير محققة، عمل غير هادف ولا مقبول.
ولكني، رغم هذا كله، رأيت لزوم نشر ما قمت بتحقيقه، وذلك:
أولا: أني قد قمت فعلا بصرف الوقت والجهد بما سيذهب هدرا لو لم ينشر.
صفحہ 12