71

تفسير صدر المتألهين

تفسير صدر المتألهين

اصناف

وأما النسب، فكرم العشيرة نعمة جليلة، ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)

" الأئمة من قريش "

، ولذلك كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أكرم ارومة في نسب آدم. ولذلك قال (صلى الله عليه وآله):

" تخيروا لنطفكم "

، وقال:

" وإياكم وخضراء الدمن فقيل: وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء ".

فإن قلت: فما معنى النعم التوفيقية الراجعة إلى الهداية والرشد والتأييد والتسديد؟. فنقول: التوفيق، عبارة عن التأليف بين إرادة العبد وبين قضاء الله وقدره، ويستعمل في الخير والسعادة، ولا خفاء في الحاجة إليه، ولذلك قيل:

إذا لم يكن عون من الله للفتى

فأكثر ما يجني عليه اجتهاده

وأما الهداية، فلا سبيل لأحد الى سعادة الآخرة إلا بها، لأن داعية الإنسان قد تكون مائلة إلى ما فيه صلاح آخرته، ولكن إذا كان جاهلا به فمن أين ينفعه مجرد الإرادة؟ فلا فائدة في الإرادة والقدرة وسائر الأسباب إلا بعد الهداية، ولذلك قال تعالى:

نامعلوم صفحہ