263

تفسير صدر المتألهين

تفسير صدر المتألهين

اصناف

ولما سئل: أنحن في أمر فرغ منه؟ قال: في أمر مفروغ منه وفي أمر مستأنف.

ومن هذا علم أن كل ما يصدر عنا من الحركات والسكنات، والحسنات والسيئات، محفوظة مكتوبة علينا، واجب صدورها عنا مع كونها باختيارنا، كما قال:

وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر

[القمر:52 - 53] وغير ذلك من الآيات التي نقلناها.

فهذه معرفات لسعادتنا وشقاوتنا في العقبى، ليست بموجبات، وكذلك ما يصل الينا من الرغائب والمكاره، كما قال النبي (صلى الله عليه وآله):

" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ".

تحقيق حكمي

[لا جبر ولا تفويض]

وإذا ثبت وتحقق ان جميع الممكنات، وسلسلة الأسباب التي من جملتها قدرة العبد وإرادته وعلمه، وشوقه ومشيئته، مستندة الى مشيئة الله وعلمه، مثبتة في قضائه وقدره، وأن من الأسباب القريبة الظاهرة لأفاعيلنا إنما هي قدرتنا وإرادتنا فمن نظر اليها قاصرا نظره الى هذه الأسباب القريبة، قال بالقدر والتفويض، أي واقعة بتقديرنا، مفوضة الى تدبيرنا.

قال النبي (صلى الله عليه وآله):

نامعلوم صفحہ