قوله تعالى: { ولقد نصركم الله ببدر } الآية وذللهم ما كان بهم من ضعف الحال وقلة السلاح والمال، وكانوا ثلاثمائة وبضع عشرة معهم فرسان وكان قريش ألف مقاتل، قوله: { مسومين } روي أنهم كانوا على خيل بلق، وقيل: معلمين، وروي أن عمامة الزبير كانت يوم بدر صفراء، فنزلت الملائكة كذلك، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لأصحابه:
" تسوموا فإن الملائكة تسومت "
وقرئ بفتح الواو وكسرها بمعنى معلمين ومعلمين أنفسهم أو حيلهم، قال الكلبي: معلمين بعمائم صفر مرخاة على أكتافهم، قوله تعالى: { وما جعله الله إلا بشرى } يعني النصر يوم بدر، قوله تعالى: { ليقطع طرفا من الذين كفروا } ليهلك طائفة منهم بالقتل والأسر، وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤساء قريش { أو يكبتهم } أو يخزيهم ويغيظهم بالهزيمة فينقلبوا خائبين غير ظافرين، قوله تعالى: { ليس لك من الأمر شيء } الآية نزلت يوم أحد، قيل لما كان من المشركين يوم أحد من كسر رباعية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشج وجهه وقتل المؤمنين وقتل أمير المؤمنين حمزة سيد الشهداء قال (صلى الله عليه وآله وسلم):
" كيف يفلح قوم نالوا هذا من نبيهم وهو مع هذا حريص على دعائهم إلى ربهم "
فنزلت، وقيل: هم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يدعو عليهم بأحد ويلعنهم، فنزلت الآية تسكينا له ويعلمه أن فيهم من يؤمن فكف، والمعنى أن الله مالك أمرهم فأما أن يهلكهم أو يهزمهم أو يتوب عليهم إن أسلموا { أو يعذبهم } إن أصروا على الكفر وليس لك من أمرهم شيء، إنما أنت عبد مبعوث لإنذارهم، قوله تعالى: { يغفر لمن يشاء } لمن يتوب عليه { ويعذب من يشاء } من لقيه ظالما { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة } نهى عن الربا وكان الرجال منهم إذا باع الذين محله زاد في الأجل فاستغرق بالشيء اللطيف مال المديون، قوله تعالى: { سارعوا إلى مغفرة من ربكم } يعني سارعوا إلى عمل الطاعة كلها، وقيل: التكبيرة الأولى { وجنة عرضها السموات } أي عرضها عرض السموات والأرض والمراد: وصفها بالسعة، وعن ابن عباس (رضي الله عنه): كعرض سبع سموات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض.
[3.134-138]
قوله تعالى: { الذين ينفقون في السراء والضراء } في حال الرخاء واليسر وحال الضيق والعسر { والكاظمين الغيظ } أي الحابسين له وأصل الكظم حبس الشيء عند امتلائه، وفي الحديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
" ما من جرعة أكرم عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله "
وفي الحديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
" رأيت قصورا مشرفة على الجنة قلت: لمن هذه؟ قالوا: للكاظمين الغيظ "
نامعلوم صفحہ