480

تفسير السلمي

تفسير السلمي

ایڈیٹر

سيد عمران

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1421هـ - 2001م

پبلشر کا مقام

لبنان/ بيروت

قال بعضهم في قوله تعالى :

﴿الله نور السماوات والأرض

قال : هو شواهد | ربوبيته ودلائل توحيده ظاهر فتمثل معرفته في قلوب العارفين كمصباح في مشكاة شبه | نور المعرفة في القلوب بالمصباح ، وشبه قلب المؤمن بالقنديل . | | قال بعضهم : المصباح سراج المعرفة وفتيلته الفرائض وذهنه الإخلاص ، ونوره نور | الاتصال كلما ازداد الإخلاص صفاء ازداد المصباح ضياء ، وكلما ازدادت الفرائض | حقيقة ازداد المصباح نورا .

قال بعضهم : من عرف أن الله نور السموات والأرض لم يمن على الله بطاعته ، ولا | بذكره ، ولا بصدقه ولا بشيء من أبواب الخير لأن الله جل جلاله أجرى ذلك على | يديه ، ونور قلبه وهداه واجتباه واصطفاه وجباه لأن الله يقول :

﴿الله نور السماوات والأرض

.

قال الواسطي : نور قلوب الرسل حتى عرفوه وعبدوه وكذلك نور قلوب المؤمنين | فقال : الله نور السموات والأرض نور قلوبهم فأضاءت برضوانه السابق بمحبته القديمة ، | وبمودته الأزلية وموالاته السرمدية فلما خاطبها قالت : لبيك فجدد المنة عليهم فهذا | قوله :

﴿الله نور السماوات والأرض

.

وقال الحسين : في قوله :

﴿الله نور السماوات والأرض

قال منور قلوبكم حتى | عرفتم ووجدتم وختم بقوله :

﴿يهدي الله لنوره من يشاء

فكان أول ابتدائه الله نور | السموات والأرض إني أنا مبتدئ النعم ومتممها والآخر خاتمه فالأول فضل والآخر | مشيئة فهو المجتبي لأوليائه والهادي لأصفيائه .

قال الحسين : إن الله نور السموات والأرض ، وهو نور النور يهدي من يشاء بنوره | إلى قدرته ، وبقدرته إلى غيبة ، وبغيبه إلى قدمه ، وبقدمه إلى أزله ، وأبده بأزله وأبده | إلى وحدانيته ، لا إله إلا هو المشهود شأنه بقدرته ، تقدس وتعالى يزيد من يشاء علما | بتوحيده ووحدانيته ، | وتنزيهه ، وإجلال مقامه وتعظيم ربوبيته .

قال الواسطي : ^ ( يكاد زيتها يضيء ) ^ الزيت التوفيق والنار التسديد ، والنور القرآن ، | قال يهدي الله لنوره من يشاء فأخذ الكسب من المؤمنين وأثبت اختصاصه ورحمته | ومشيئته بقوله :

﴿يختص برحمته من يشاء

وأثبت الإرادة فلما أثبت الإرادة قال :

﴿الله نور السماوات والأرض

قال : أنا منور قلوب عبادي بتوحيدي ومنهجها بتفريدي ، | والمتولي لها بالفضل والرحمة ، والاختصاص والمشيئة والاصطفاء ، وقال إن الله تعالى | خلق الأرواح قبل الأجساد ، ونورها بصفاته ، وخاطبها بذاته فاستضاءت واستنارت بنور | قدسه فأخبر عنها بقوله :

﴿الله نور السماوات والأرض

لأنه منور الأرواح بكمال نوره . |

صفحہ 49