تفسير السلمي
تفسير السلمي
ایڈیٹر
سيد عمران
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1421هـ - 2001م
پبلشر کا مقام
لبنان/ بيروت
وذلك أن الحق كشف له من أنباء ما قد سبق في الأمم الخالية والدهور الماضية | فيكون منهم على علم ، ولم يخف عليه من أحوالهم شيء ، وأخفا حاله ووقته عن | الكل بقوله :
﴿وقد آتيناك من لدنا ذكرا﴾
[ الآية : 99 ] .
أي موعظة تتعظ بها ، وتتأدب بملازمتها فلا تخفى عليك شيء من أسرارنا ، وما | أودعناه أسرار الذين كانوا قبلك من الأنبياء فيكون الأنبياء مكشوفين لك ، وأنت في | ستر الحق .
قوله تعالى : فيذرها قاعا صفصفا > 2 <
طه : ( 106 ) فيذرها قاعا صفصفا
> > [ الآية : 106 ] .
قال الحسين : هو الذي يطمس الرسوم ، ويعمى الفهوم ويميت الذهن ، ويترك الجسم | قاعا صفصفا حتى يعجز الكل عن معرفته ، وبلوغ نفاذ قدرته ، ثم يظهر من الطوالع | ربوبيته على أسرار أهل معرفته فيعرفونه به .
قوله تعالى : وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا > 2 <
طه : ( 108 ) يومئذ يتبعون الداعي . . . . .
> > [ الآية : 108 ] .
قال الواسطي رحمه الله : وهل كانت إلا خاشعة في الأزل وهل تكون إلا خاشعة | في الأبد ، والإفتخار في حال الوجود بالتوثب ، والمنازعة ، وقاحة الوجه ، ورعونه | الطبع لأنها لم تكن وهي إذا كانت كأنها لم تكن .
قال الجنيد رحمه الله : كيف لا يخشع وقد كشف الغطاء وأبدى الخفاء فلهيبة | الموقف ، وحياء الخيانات خشعت أصواتهم وذلت رقابهم .
قوله تعالى : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا > 2 <
طه : ( 109 ) يومئذ لا تنفع . . . . .
> > | [ الآية : 109 ] .
قال الواسطي في قوله : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا به قال : أن لا ينسب إلى نفسه | شيئا ، ولا يرى نعته فإذا عاين نعته نسي الأول ، وإذا أظهر عليه رضوانه ذهب ما دونه ، | وقيل في قوله :
﴿ورضي له قولا﴾
هو تولى إظهاره عليه ، وجعله قائما مغيبا عن شاهده | حتى لا ينطق بحضرته من ذات نفسه .
قال ابن عطاء : لا يحيطون بشيء من ربوبيته علما لأنه لم يظهر شيئا إلا تحت تلبيس | لكن لا يستوي علمان في شيء واحد ، ومن لا يرى الكل تلبيسا كان المكر فيه قريبا .
صفحہ 448