162

تفسیر قرآن عظیم

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

اصناف

تفسیر

[175]

قوله تعالى : { أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فمآ أصبرهم على النار } ؛ أي الذين مالوا إلى التحريف للتوراة والإنجيل هم الذين استبدلوا الكفر بالإيمان ، وقوله تعالى { والعذاب بالمغفرة } معناه : أن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم يوجب المغفرة ؛ والكفر به يوجب العذاب ؛ فيكون المستبدل للكفر بالإيمان مشتريا للعذاب بالمغفرة.

قوله تعالى : { فمآ أصبرهم على النار } قال الحسن وقتادة والربيع : (والله وما لهم عليها من صبر ؛ ولكن ما أجرأهم على العمل الذي يقربهم إلى النار!). وقال الكسائي وقطرب : (ما أصبرهم على عمل أهل النار ؛ أي ما أدومهم عليه). وقيل : معناه : ما ألقاهم في النار. وقال عطاء والسدي : (معناه : ما الذي أصبرهم على النار ، وأي شيء صبرهم على النار حين تركوا الحق واتبعوا الباطل).

وقيل : هو لفظ استفهام بمعنى التوبيخ لهم والتعجب لنا ، كأنه قال : ما أجرأهم على فعل أهل النار مع علمهم. قالوا : وهذه لغة يمانية. وقال الفراء : (أخبرني الكسائي ؛ قال : أخبرني قاضي اليمن : أن خصمين اختصما إليه ، فوجبت اليمين على أحدهما ؛ فحلف ، فقال له خصمه : ما أصبرك على الله! أي ما أجرأك على الله).

صفحہ 162