وفي (الحلية) باسناده الى الهياج بن بسطام قال: كان جعفر يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.
قال: وسئل عن العلة في تحريم الربا فقال لئلا يتمانع الناس المعروف.
وقال في (الحلية) أيضا أوصى جعفر بعض ولده فقال يا بني اقبل وصيتي واحفظ مقالتي فانك ان حفظتها عشت سعيدا ومت شهيدا أو حميدا يا بني انه من قنع بما قسم له استغنى ومن مد عينيه الى مال غيره مات فقيرا ومن لم يرض بما قسم الله له اتهم الله في قضائه ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه ومن كشف حجاب عورة غيره انكشفت عورات بيته ومن سل سيف البغي قتل به ومن احتفر لأخيه المؤمن قليبا أوقعه الله فيه قريبا ومن داخل السفهاء حقر ومن خالط العلماء وقر ومن دخل مداخل السوء اتهم؛ يا بني قل الحق وان كان مرا لك وعليك، واياك والنميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال واذا طلبت الجود فعليك بمعادنه.
وذكر أبو نعيم في (الحلية) أيضا قال: وقع الذباب على وجه أبي جعفر المنصور وكان جعفر حاضرا عنده فلم يزل يقع عليه حتى ضجر فقال له المنصور يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب فقال جعفر ليذل به الجبابرة فوجم لها أبو جعفر.
وقال سفيان الثوري بالأسناد المتقدم قال جعفر من لم يغضب من الحفوة لم يشكر النعمة.
قال وكان يتردد اليه رجل من السواد فانقطع عنه فسأل عنه فقال بعض القوم انه نبطي يريد أن يضع منه فقال جعفر أصل الرجل عقله وحسبه دينه وكرمه تقواه والناس في آدم مستوون.
وبه قال الثوري، سمعت جعفر يقول: عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها فان تكن في شيء فيوشك ان تكون في الخمول فان لم يوجد الخمول ففي التخلي وليس كالخمول وان لم يوجد في التخلي ففي الصمت، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها.
وأخبرنا غير واحد عن عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار أنبأنا
صفحہ 308