158

تذکرۃ الخواص

تذكرة الخواص‏

اصناف

والعباد وثأرنا بهم اخواننا فقال ابن ملجم أنا أكفيكم ابن أبي طالب وقال البرك وأنا أكفيكم معاوية وقال عمرو وأنا لعمرو بن العاص فدخلوا الكعبة وتحالفوا فيها وتعاهدوا وتعاقدوا ان لا ينكص أحد منهم على صاحبه الذي توجه اليه حتى يقتله أو يقتل دونه ثم أخذوا سيوفهم فسموها وتعاهدوا أن يكون الاجتماع في سابع وعشرين شهر رمضان وقصد كل واحد منهم الجهة التي يريدها.

فاما ابن ملجم فقصد الكوفة فتلقاه أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريد أو كان يزورهم ويزورونه وهو ساكت مخافة ان يظهر شيء مما قدم له وانه زار يوما أصحابا له من بني تيم الرباب وكان علي (ع ) قتل منهم يوم النهروان عدة فرأى منهم امرأة يقال لها قطام بنت شجنة بن عدي بن عامر وكان أمير المؤمنين قتل أباها وأخاها يوم النهروان وكانت فائقة الجمال فعشقها واخذت بمجامع قلبه وعقله ونسي الأمر الذي قدم لأجله فخطبها فقالت لا اتزوجك حتى تعطيني ثلاثة آلاف درهم وعبدا وقينة وتقتل علي بن أبي طالب فقال لك الدراهم والعبد والقينة وأما قتل ابن أبي طالب فما أراك ذكرتيه لي وأنت تريدينني فكيف اصنع به قالت التمس غرته فان اصبته شفيت نفسي ونفسك ونفعك العيش معي وأخذت بثار الأحبة وان قتلت فما عند الله خير وأبقى؛ فقال والله ما جاء بي إلا هذا. قال وهب بن منبه: فقال الشاعر فيها:

ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة

كمهر قطام بيننا غير معجم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة

وقتل علي بالحسام المصمم

فلا مهر أغلى من علي وان غلا

ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم

وروي: ان ابن ملجم دخل بها فلما فرغ منها ازداد عشقا لها فقالت له والله لا تساكني حتى تقتل عليا ثم قالت اني سأطلب لك رجلا يساعدك على امرك فبعثت الى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له وردان بن مجالد فكلمته في ذلك فاجابها ثم أتى ابن ملجم رجلا من اشجع من الخوارج فقال له هل لك في شرف الدنيا والآخرة واسم الرجل شبيب بن بجرة فقال له وما هو؟ قال قتل ابن أبي طالب فقال له ثكلتك أمك لقد جئت شيئا نكرا قال كيف تصل اليه قال أكمن له في المسجد فاذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه وان نجونا شفينا أنفسنا وادركنا ثارنا وان قتلنا فما عند الله خير وابقى فاجابه الى قطام وكانت متعكفة في المسجد الجامع قد ضربت عليها قبة فاخبراها فقالت متى عزمتما فقالا الليلة وكانت ليلة الجمعة فكمنا عندها

صفحہ 161