133

تذکرۃ الخواص

تذكرة الخواص‏

اصناف

ما من يوم يمضي عنا، إلا أوهى منا ركنا، ان الموتى قد أخبرنا انا نرحل فاستوطنا.

وأما الظاعن فطور سيناء لما عصت بنوا اسرائيل وكان بينه وبين الارض المقدسة أيام فقلع الله منه قطعة وجعل لها جناحين من نور فنتقه عليهم فذلك قوله وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم وقال لبني اسرائيل إن لم تؤمنوا وإلا أوقعته عليكم فلما تابوا رده الى مكانه. وأما المكان الذي لم تطلع عليه الشمس إلا مرة واحدة فارض البحر لما فلقه الله لموسى (ع) وقام الماء أمثال الجبال ويبست الارض بطلوع الشمس عليها ثم عاد ماء البحر الى مكانه وأما الشجرة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام فشجرة طوبى وهي سدرة المنتهى في السماء السابعة اليها ينتهي أعمال بني آدم وهي من أشجار الجنة ليس في الجنة قصر ولا بيت إلا وفيه غصن من أغصانها ومثلها في الدنيا الشمس أصلها واحد وضوئها في كل مكان. وأما الشجرة التي نبتت من غير ماء فشجرة يونس وكان ذلك معجزة له لقوله تعالى وأنبتنا عليه شجرة من يقطين .

وأما غذاء أهل الجنة فمثلهم في الدنيا الجنين في بطن أمه فانه يتغذى من سرتها ولا يبول ولا يتغوط. وأما الالوان في القصعة الواحدة فمثله في الدنيا البيضة فيها لونان أبيض واصفر ولا يختلطان. وأما الجارية التي تخرج من التفاحة فمثلها في الدنيا الدودة تخرج من التفاحة ولا تتغير وأما الجارية التي تكون بين اثنين فالنخلة التي تكون في الدنيا لمؤمن مثلي ولكافر مثلك وهي لي في الآخرة دونك لانها في الجنة وأنت لا تدخلها. وأما مفاتيح الجنة فلا إله إلا الله محمد رسول الله.

قال ابن المسيب: فلما قرأ قيصر الكتاب قال ما خرج هذا الكلام إلا من بيت النبوة ثم سأل عن المجيب فقيل له هذا جواب ابن عم محمد (ص) فكتب اليه سلام عليك أما بعد فقد وقفت على جوابك وعلمت انك من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وأنت موصوف بالشجاعة والعلم وأوثر أن تكشف لي عن مذهبكم والروح التي ذكرها الله في كتابكم في قوله ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي فكتب اليه أمير المؤمنين أما بعد فالروح نكتة لطيفة ولمعة شريفة من صنعة باريها وقدرة منشئها، أخرجها من خزائن ملكه وأسكنها في ملكه فهي عنده لك سبب وله عندك وديعة فاذا اخذت مالك عنده اخذ ما له عندك والسلام.

ومن هاهنا اخذ ابن سينا فقال:

صفحہ 136