وله أيضًا:
دعني وشربَ الهوى يا شاربَ الكاسِ ... فإنني للذي حسيتهُ حاسِ
لا يوحشنك ما استسمجت من كربي ... فإنّ منزله بي أحسنُ الناسِ
من خلوتي فيه مبدا كلّ جائحةٍ ... وفكرتي فيه مبدا كل وسواسِ
من قطع ألفاظه توصيلُ مهلكتي ... ووصلُ ألحاظه تقطيعُ أنفاسي
رزقتُ رقةَ قلب منه نغصه ... منغصٌ من رقيب قلبه قاسي
متى أعيش بتأميل الرجاء إذا ... ما كان قطعُ رجائي في يدي ياسي
وله أيضًا:
قمرٌ تبسم عن جمانٍ نابتِ ... فظللتُ أرمقه بعينِ الباهتِ
ما زالَ يقصرُ كلُّ حسنٍ دونه ... حتى تفاوتَ عن صفاتِ الناعتِ
سجدَ الجمالُ لوجهه لما رأى ... دهش العقول لحسنه المتفاوتِ
إني لأرجو أنْ أنالَ وصاله ... بالعطفِ منه ورغم أنفِ الشامتِ
وله أيضًا:
أتاها بطيبٍ أهلها فتضاحكتْ ... وقالت أيبغي العطرُ ويحكمُ العطرا
أحاديثُها در ودرٌّ كلامها ... ولم أر درًا قبلها ينظمُ الدرا
وله أيضًا:
هذا هواكَ وهذه آثاره ... أما الفؤادُ فلا يقر قرارهُ
يصل الأنينَ بزفرةٍ موصولةٍ ... بغليل شوقٍ ليس تطفى نارهُ
ودعا الدموعَ فأقبلتْ منهلة ... مشوقًا وذاك قصارها وقصاره
من طرفِ ممتنع الرقاد متيم ... أرق سواءٌ ليلهُ ونهارهُ
وله أيضًا:
في كلِّ يومٍ أنتَ في صورةٍ ... غيرِ التي كنتَ بها أمسِ
تزدادُ طيبًا كلَّ يومٍ كما ... يزدادُ غصنُ البانِ في الغرسِ
وله أيضًا:
نقل فؤادك حيثُ شئتَ من الهوى ... ما الحب إلا للحبيبِ الأولِ
كم منزلٍ في الأرضِ يألفه الفتى ... وحنينه أبدًا لأولِ منزلِ
وله أيضًا:
معتدلٌ لم يعتدلْ عدلهُ ... في عاشقٍ طالَ به خبلهُ
أطرفهُ أحسنُ أم ظرفه ... أم وجهه أحسنُ أم عقلهُ
أنظر فما عاينت من غيره ... من حسنٍ فهو له كله
لو قيل للحسن تمنى المنى ... إذنْ تمنى أنه مثله
أي خصالٍ حازها سيدي ... لو لم يكدر صفوها مطله
وله أيضًا:
رقادكَ يا طرفي عليك حرامُ ... فخلِّ دموعًا فيضهنَّ سجامُ
ففي الدمع إطفاءٌ لنار صبابةٍ ... لها بين أثناء الضلوع ضرامُ
ويا كبدي الحرى التي قد تصدعتْ ... من الوجد ذوبي ما عليكِ ملامُ
قضيتُ ذمامًا للهوى كان واجبًا ... عليَّ ولي أيضًا عليه ذمامُ
ويا وجه من ذلتْ وجوهٌ أعزةٌ ... له وسطا عزًا فليس يرامُ
أجرْ مستجيرًا في الهوى بك باسطًا ... إليكَ يديه والعيونُ نيامُ
وله أيضًا:
سلامٌ على من لا يرد سلامي ... ومن لا يراني موضًا لكلامي
وماذا عليه أن يجيب مسلمًا ... وليس يقضي بالسلام ذمامي
وله أيضًا:
الحسنُ جزءٌ من وجهك الحسنِ ... يا قمرًا موفيًا على غصنِ
إنْ كنتَ في الحسنِ واحدًا فأنا ... يا واحدَ الحسن واحدُ الحزن
كل سقام تراهُ في أحد ... فذاكَ فرعٌ والأصل في بدني
كوامنُ الحب قبل كونك في ... أفئدة العاشقينَ لم تكن
وله أيضًا:
أعطيتَ من بهجات الحسن أسناها ... وفقتَ من نفحاتِ الطيب أذكاها
فالحسنُ مطرحٌ والطيبُ مفتضحٌ ... والحورُ أصبحتَ بعد الله مولاها
وله أيضًا:
تفاحة جرحت بالدر من فيها ... أشهى إليَّ من الدنيا وما فيها
حمراءُ في صفرة علت بغاليةٍ ... كأنما قطفتْ من خد مهديها
جاءت بها قينةٌ من عند غانية ... نفسي من السقم والأحزان تفديها
لو كنتُ ميتًا ونادتني بنغمتها ... لكنتُ للشوق من لحدي ألبيها
وله أيضًا:
تحملَ من حياتي في يديه ... فيا أسفي ويا شوقي إليهِ
تعالى الله يا طوبى لعينٍ ... تمتعُ طرفها في وجنتيهِ
وله أيضًا:
رأيتُ في النوم أن الصلحَ يدفعه ... أو أن مولاي بعد القرب قد بعدا
لمَ لم أمتْ حزنًا لم لمْ أمتْ سفهًا ... لمَ لمْ أمتْ جزعًا، لم لمْ أمتْ كمدا
قد كدتُ أحلفُ إلاّ أن ذا سرفٌ ... ألا أذوقَ منامًا بعدها أبدا
1 / 58