(٢٧) وعن الأَصمعي قال: قيلَ لاعرأبي اتَصْعَدُ هذا السَّطحَ، ثم تَثِبُ منه إلى الطريق ولك كذا كذا؟ قال: نعم، فصَعد ثم اتَّزَرَ بكساءٍ وتَحَزَّم ثم انشأ يقول:
من كُلِّ شئٍ قَضَتْ نَفْسي لُبَانَتها ... إلا التَّنكُّسَ مِنْ فَوْق الأَحاجيرِ
فلمّا رَأَوُا الجِدَّ منه منعوه.
(٢٨) وأَنشَدَ الأَصمعي للمُقَنَّع الكِنْدِيّ:
واذا رُزقْتَ مِن النَّوافِل ثَرْوَةً ... فامْنَحْ عَشيرتَكَ الأَدَانِي فَضْلَها
واسْتبْقِها لِدِفاعِ كُلِّ مُلِمَّةٍ ... وارفُقْ بنَاشِيها وطَاوِعْ كَهْلَها
واحْلم إذا جَهِلتْ عَليكَ غُواتُها ... حتى تَرُدَّ بِفضلِ حِلْمٍ جَهلهَا
واعلَم بأنَّك لا تكُونُ فَتاهُمُ ... حتى تُرَى دَمِثَ الخَلائقِ سَهْلَها
(٢٩) أخبرنا ابن دريد قال: أخبرنا عبد الرحمن قال: اخبرنا عمِّي عن ابنِ عائشَةَ، عن أبيه قال: استأذنَ عبدُ الله ابنُ العباس على مُعاويةَ بن أبي سُفيان، فأذن له، فلمّا رآه من بعيدٍ قال لسعيد بن العاص: لأسألَنَّ ابن عبّاس عن مسائل يعِي جوابها - وعند معاوية رجالُ قُريشٍ، وأشرافُ العرب - فقال له سعيد: مَهْلًا فليس في ابن عباسٍ مَطْمعِ، ولا مثلُه يعي بجواب. فلمّا جلَسَ قال معاوية: يا ابنَ عباس، ما تقولُ في أبي بكرٍ الصّديق ﵀؟ قال ابن عباس: رَحِم الله أبا بَكْرٍ، كان واللهِ للقرآن تاليًا، وللشَّيْنِ
1 / 84