وكَم مَرَّةٍ أُخْبِرتُ عَنْ مُتَنَحِّلٍ ... تَنَحَّلَ شِعرًا سَائراَ أَنا نَاطِقُهْ
فَأَحْرَزَ امْوالًا بِشِعْرِى وَضَيْعَةً ... وَقَد كَان مُحْتاجًا تَنُوسُ شَبارِقُهْ
الشَّبارق: القميص الخَلق.
(٢٥) وأَنشَدَ الأَصمعي، قال: اظُنهّا لابنِ قيس الرقّيات:
لا يُعْجِبَنَّك صَاحبٌ ... حتَّى تَبَيّنَ ما طِباعُه
ماذا يَضِنّ به عَلَي ... كَ وما يَجود بِه اتِّساعُه
أَو ما الذي يَقْوىعلَي ... هِ وما تَضيقُ به ذرَاعُه
واذا الزَّمانُ رَمَى صَفا ... تَك بالحوادِث ما دِفاعُه
فَهُناكَ تَعرِف مَا ارِتْفا ... عُ هَوى اخِيك وما اتِّضاعُه
(٢٦) وعن الأَصمعي قال: خاف البراءُ بن قَبِيصَةَ من الحَجّاج، فهرب وانشأ يقول:
أرِقْتُ بأَحْسَاء العُنَابِ ومَنْ يَكُنْ ... له مِثل أضْيَافي مِن الهَمِّ يَأْرقِ
أخَوَّفُ بالحَجّاجِ طَوْرًا ومَنْ يَكُنْ ... طَريدًا لِلَيْثِ بالعِراقَيْن يَفْرَقِ
كأنَّ فُؤادِي بين اظْفَارِ طائِرٍ ... مِنْ الخَوْف في جَوِّ السَّماء مُعَلَّقِ
حِذارَ امرِئِ قد يَعْلَمُ اللهُ أنَّه ... متى ما يَعِدْ من نَفْسِه الشَّرَّ يَصْدُقِ
1 / 83