والفاء في قوله: "فغير مستبعد"رابطة جواب الشرط، ومدخولها خبر قد لإرادة التشويق إلى ذكر المسند إليه، وهو قوله: "أن يذخر" بالبناء للمفعول وذال معجمة ساكنة، مضارع ذخر من قولك: ذخر الشيئ، إذ اختير أو اتخذ على جهة الاختصاص له، ومنه الذخيرة، وهي: ما يختص من المال بالاتخاذ لدفع النوائب. "لبعض" لعلماء "المتأخرين" الجار متعلق بيذخر، والنائب عن فاعله "ما عسر" على زنة شرف، أي: اشتد والتوى ولم يتيسر.
"على كثير من" العلماء "المتقدمين" الذين بعد العهد بزمانهم، وكيف يستبعد هذا مع أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم؟ وما أحسن قول المبرد:
"ليس بقدم العهد يفضل القائل، ولا بحدثانه يهتضم المصيب، / ولكن يعطي كل ما يستحق" هذا كلامه ﵀ (تعالى) - قلت: وكثيرا ما أتى الناس من جرى هذه البلية الشنعاء، فركبوا مطية الهوى وسقطوا في هوية الرذيلة، لا يبالون بعار ولا فضيحة، فتراهم إذا قرع أسماعهم شيء من النكت الحسنة غير معزو إلى معين هزوا المعاطف
1 / 54