============================================================
حبا للفقراء يؤثرهم على نفسه مع فقره، مترفعا على أبناء الدنيا، وكانت له منامات صالحة كثيرا ما يرى النبي، وحصلت له بشارات كثيرة تدل على ولايته، وكذلك بشره جماعة من الأولياء الأكابر بما يدل على ولايته أيضا.
يروى أن بعض الصالحين من المجاورين بمكة المشرفة رأى النبي ي في المنام وهو داخل من باب بني شيبة وبين يديه الشيخ عبدالله بن أسعد اليافعي، والشيخ أحمد بن الجعد المقدم ذكره، وبيد كل واحد منهما علم يحمله، قال: فمشيت خلفهم حتى وصلوا إلى الكعبة، وصلى بنا النبي وصلينا بعده، وكذلك رأى بعض الصالحين النبي في المنام وهو يلقم الشيخ عبدالله اليافعي المذكور تمرا رطبا، وعند النبي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهو يلقمهما تمرا مرجوزا، وكان ذلك في حياة الإمام اليافعي. فلما أصبح الرائي أتى إليه وأخبره بالمنام وعنده جماعة، فاعتقد بعض الحاضرين أن الشيخ عبدالله ميز بالرطب، فقام رجل غريب من الفقراء المجاورين بمكة وقال: يا عبدالله لما كنت بين الخوف والرجاء أعطاك النبي رطبا، ولما قوي إيمان أميري المؤمنين أعطاهما النبي التمر الكامل، قال بعض العلماء: وهذا تأويل أهل الكشف.
وكذلك رأت بعض النساء الصالحات المجاورات بمكة النبى في المنام وهو واقف على باب دار الشيخ عبدالله اليافعي وهو يقول بأعلى صوته: ضمنت لك على الله يا يافعي بأنك كأحد العمرين، قالها ثلاثا، ثم قال: لم قال لعملك هذا وأشار بيده الكرية إلى جماعة من الفقراء كانوا عند داره يسألونه شيئا من الطعام، قالت: ورأيت شعر النبي إلى شحمتي أذنيه، كما وصف وهو يقطر ماء وعليه رداء أحمر: وقال الشيخ الإمام قاضي القضاة مجد الدين الشيرازي، رأيت في المنام وأنا بمكة المشرفة كأن معي أجزاء من كتب الحديث، وأنا أفكر في نفسي فيمن أذهب اليه إلى السماع عليه، وكان إذ ذاك بمكة من الشيوخ المسندين جماعة معظمون مقدمون في اكثر النفوس على الإمام اليافعي، فسمعت صوتا من جميع جهاتي وهو
صفحہ 175