============================================================
والحمد لله رب العالمين تفع الله بهم اجمعين، ثم عاد الى مكة وعكف على التصيف وصف عدة مصنفات في آنواع شتى من العلوم، كلها مفيدة نافعة، عليها أثر النور والبركة ظاهرة، وشهرتها تغني عن ذكرها، وكان رحمه الله تعالى يقول شعرا حسنا غالبه في مدح النبي قة، ومدح الأولياء وفي ذم الدنيا والحث على الزهد فيها، فمن ذلك قوله في مدح النبي يل: عليك صلاة الله يا ملجأ الورى اذا أقيلت يوم الحساب جهم وراموا شفيعا يستفاث بجاهه له شرف العليا وجيه مكرم وقالوا لأهل العزم في الرسل من لها فليس سواكم يا أولي العز يعزم فعتها خليل والكليم تأخرا وعيسى وقبل القوم نوح وادم فحين الكرام الرسل عنها تأخروا أتيت إليها بالندا تتقدم اغثت جميع الخلق إذ كنت رحمة بعثت لكل العالمين ليرحموا وله في مدح النبي القصائد المعظمات المطولات موجودة في ديرانه، ومن ذلك قوله في مدح الصالحين نفع الله بهم آمين : ملوك على التحقيق ليس لغيرهم من الملك إلا اسمه وعقابه أولئك هم أهل الولاية نالهم من الله فيها فضله وثوابه وقرب وأنس واجتلاء معارفي ووارد تكليم لذيذ خطابه و أ سرار غيب عندهم علم كشفها وقد سكروا مما يطيب شرابه ومن ذلك أيضا قوله في ذم الدنيا ومدح الفقر: وقائلة ما المجد للمرء والفخر فقلت لها شيء لبيض العلا مهر فأما بنو الدنيا ففخرهم الغنا كزهر نضير في غد ييبس الزهر وأما بنو الأخرى ففي الفقر فخرهم نضارته تزداد ما بقي الدهر وأشعاره كلها في هذا المعنى وكانت أوقاته كلها مشحونة بأعمال البر من الاشتغال بالعلم والصيام والقيام والذكر والتلاوة الى غير ذلك، وكان مؤثرا للفقر
صفحہ 174