============================================================
ومجالس الذكر والمشي في قضاء حوائج المسلمين إلى غير ذلك من أفعال البر، حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، ودفن مع والده في قبره رحهم الله أجمعين ونفع بهم امين: وخلفه في القيام بالموضع ولده الشيخ الأجل الأوحد اسماعيل بن أبي بكر، وعمره يومئذ نحو خمس عشرة سنة، مع وجود جماعة من أعمامه آجمع على ذلك اكابر أصحاب جده، كالشيخ محمد المزجاجي وغيره لما ظهر لهم فيه من مخايل النجابة والأهلية، فكان فوق ظنهم، وقام بحمدالله تعالى آتم قيام، وسلك مسلك أوائله وسلفه وله في طريق القوم وعلومهم معرفة تامة لا يقارنه أحد في ذلك من اهل عصره، ومشاركة كاملة في كثير من العلوم وصحبه جمع كثير وتحكموا له ونصب جماعة من المشايخ كالشيخ عبد اللطيف القليصي وهو أكبر منه سنأ والشيخ خير الدين الرداد وهو أكبر منه أيضا، والشيخ عمر المعيبدي نصبه شيخا في مدينة عدن وغير هؤلاء.
ومن كراماته ما حدثني به من آثق به قال: قط ما خطر بقلبي شيء مما يغير عقيدتي في الشيخ اسماعيل إلا ورأيت في المنام ما ينهاني عن ذلك غير مرة.
وحدثني بعض الثقات وهو الفقيه الصالح عبدالله بن محمد العجيل قال: كان الشيخ اسماعيل لا يقع عندي بمكان لما أرى منه من التعلق بالدنيا، فرأيت ليلة في المنام كأني في مجلس عظيم وفيه جماعة كثيرون من العلماء والصوفية، ورأيت المتصدر في المجلس الذي إليه الإشارة هو الشيخ اسماعيل، فمن يومئذ حسن ظني فيه وعرفت أنه ملحوظ نفع الله به وبسلفه امين: ومما اتفق لي من ذلك، أني اجتمعت ببعض الناس ممن يخدم الدولة من أهل البادية، فحصل منه كلام في حق الشيخ، فلما كان الليل رأيت في المنام ذلك الرجل وبدنه يسيل قيحا كثيرا حتى وقع على الأرض، وذلك يدل على عناية الله تعالى به زاده الله من فضله وأتم نعمته عليه والمسلسين امين. ثم توفي الشيخ
صفحہ 107