وأعتذر إلى بعض الصحافيين الأصدقاء الذين عتبوا علي؛ لأن البيان لم يصلهم، بالقول إن جريدة «الأحد» هي التي تولت توزيعه، ويؤكد لي مديرها أنه أرسل البيان إلى الصحف جميعها في وقت واحد.
وفي هذا الإيضاح ما يجب أن يقنع أصدقاء من الصحافيين آخرين ذكروا أنني توجت البيان بمديح عن نفسي؛ إذ إنه ليس من المعقول لو أني أنا الذي مهدت للبيان بمقدمة أن أقول عن نفسي «صاحب المؤلفات الشهيرة»، بل كنت قلت أكثر من هذا بكثير!
ولو أن ذلك الصديق الحبيب يحسن القراءة بقدر ما هو يبدع في الكتابة؛ لما اتخذ من أقوالي موضوعا لافتتاحية، بل لكان هو أول المهتدين.
أما أصحاب «البيرق» فأهنئ فيهم التهذيب الرفيع، والأمانة لأخوة لنا شرف وراثتها أكثر مما لنا فضل خلقها، وأنهم وسواهم من أشراف الناس لو أعملوا البصيرة، وتحرروا، فحاولوا أن يحملوا الماضي الجميل إلى الحاضر، بدلا من أن يشدوا هذا الحاضر إلى الماضي، لاكتشفوا أنهم في صفوفنا «صفوف النهضة»، وأن الأحباء من أحياء وغائبين، تروقهم هذه القفزة إلى الأمام.
غير أني أود أن أذكر هؤلاء الإخوان، وغير الإخوان، أنني لست أنا رهن المحاكمة.
إنني راض بما يعرفه الناس عني، وبما يلهجون به وبما كان يجيء على ألسنة ناقدي اليوم، المغدقين المديح علي في أمسي.
ما أنا بالشخص الذي يعنيني هذا البحث، نحن أمام حاضر أمة ومستقبلها ووسائل النهوض بها.
يعيبون على عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي أنها تناهض العروبة، هذه مغالطة وتشويش، نحن نقول بالعالم العربي وبالجبهة العربية - جبهة تصطف فيها القوميات كما يقررها التاريخ، القديم والحديث والمعاصر، وكما تتطلبها مقتضيات اليوم. لا نريد عروبة يكون الدين من عناصرها؛ لأنها هكذا تحمل في نفسها أسباب هلاكها.
لا نريد عروبة البكاء على الأندلس، وحفظ أقوال الزمخشري، وما حدث به ابن المعتز عن ابن المهتز.
لغيرنا العزة القعساء، نريد عزة هي موديل 1951-1952.
نامعلوم صفحہ