Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
ناشر
دار الأدب الاسلامي
ایڈیشن نمبر
الأولى
اصناف
إِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى الجَنَّةِ، إِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى الجَنَّةِ ...
وَكَانَ وَرَاءَهُ ابْنُهُ ((خَلَّادٌ)).
وَمَا زَالَ الشَّيْخُ وَفَتَاهُ يُجَالِدَانِ(١) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى خَرَّا صَرِيعَيْنِ شَهِيدَيْنِ عَلَى أَرْضِ الْمَعْرَكَةِ، لَيْسَ بَيْنَ الابْنِ وَأَبِيهِ إِلَّا لَحَظَاتٌ.
***
وَمَا إِنْ وَضَعَتِ الْمَعْرَكَةُ أَوْزَارَهَا(٢) حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى شُهَدَاءِ أُحُدٍ لِيُوَارِيَهُمْ تُرَابَهُمْ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:
(خَلُّوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَجِرَاحِهِمْ، فَأنا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ).
ثُمَّ قَالَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُكْلَمُ(٣) فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ يَسِيلُ دَمًا، اللَّوْنُ كَلَوْنِ الزَّعْفَرَانِ، وَالرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ).
ثُمَّ قَالَ: (ادْفِنُوا عَمْرَو بْنَ الجَمُوحِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ فَقَدْ كَانَا مُتَحَابَّيْنِ مُتَصَافِيَيْنِ فِي الدُّنْيَا).
***
رَضِيَ اللَّهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ وَأَصْحَابِهِ مِنْ شُهَدَاءِ ((أُحُدٍ))، وَتَوَّلَّى لَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ (*).
(١) المجالدة: المضاربة بالسيف.
(٢) وضعت المعركة أوزارها: توقفت وانتهت.
(٣) يُكْلَمُ: يُجْرَحُ.
(*)للاستزادة من أخبار عمرو بن الجموح انظر:
١- الإصابة: ٥٢٩/٢ أو (الترجمة) ٥٧٩٧.
٢- صفة الصفوة: ٢٦٥/١.
82