صندوق الدنيا
صندوق الدنيا
اصناف
ومر بخديها طيف من الحمرة ما جاء حتى ذهب ففتحت عليها عيني وأتأرتها النظر، فتراجعت خطوة وهي تقول: «ينبغي أن أدخل.» فوقفت أرمقها وهي تدور لتمضي عني، ثم كأنما انشق عني سور فاندفعت إليها ووقفت إلى جانبها، وجعلت أدير لساني في حلقي بلا كلام وقلبي يخفق وتناولت يدها وذهبت بها إلى الباب حيث ظللنا برهة صامتين، ثم صاحت: «يدي. يدي ستحطمها.»
فانتبهت وأطلقت كفها وأسفت، فقالت بصوت عذب: «دعني أدخل بالله.»
فتناولت يدها مرة أخرى وعدت أطلب أن تغفر لي إيذائي يدها، وقلت: إني لا أستطيع أن أعود إذا لم تقل لي إنها ليست حانقة علي. وكنت أحس أصابعها تتحرك في كفي فقالت: «كيف أحنق؟ لقد نسيت. دعني أدخل.»
قلت: «وأعود مرة أخرى لأراك؟»
قالت: «نعم.»
قلت: «ولا تعجلين بالدخول؟»
قالت: «كلا، دعني الآن.»
ولكني لم أعد لا اليوم التالي ولا الأسبوع التالي ولا الشهر التالي لسبب طبيعي جدا هو أني لم أكد أسير إلى آخر الطريق حتى برز لي شاب من الظلام وصاح بي: «ماذا كنت تفعل هناك؟»
قلت: «أين؟»
قال: «هناك»، وأومأ برأسه وبإبهامه إلى بيتها.
نامعلوم صفحہ