============================================================
خبر نبوى فى التاسى مما رويناه أن النبى قال : "لنظروا إلى من أسنفل منكم ولا تنظروا الى من فوقكم ، فاته أجدر ألا تزذروا نغمة الله عليكم"(1).
قال محد عفا الله عنه : إن هذا الحديث لحسن الموقع مما نحن فيه، ولا يتضى ان يقصر لفظه عن إطلق مفهومه وموجب عمومه، والذى يوجب عمومه: أنه أمر لمن كان فى نعمة دقيقة بأن ينظر إلى من هو فى نعمة أدق منها، وأمر لمن كان فى بلاء بأن ينظر إلى من هو اشد من بلاثه، فإنه دونه ال اوأسفل منه فى حظ المعاناة المطلوبة، وهذا المخفف عنه حظه أوفر وأعلى قرا لنعمة منعم عليه، ومحسن إليه بما يفوق ما أنعم به على غيره، ونو البلاء منعم عليه بنقص بلائه عن بلاء غيره ومعافاته من الابتلاء بظى الزيادة التى ابلى بها غيره ، وإنما كان هذا الخبر بليغا فى باب التأسى؛ لأنه ينقل مستعظم البلاء الذى نزل به إلى آن يستصغره بإضافته إلى ما ابتلى به غيره، الاويصه على ما فضله به من حظ العافية التى فضل بها على غيره، وهذه رجة أعلى من درجة التأسى المطلق لأن التاسى المطلق لا يفيد حضا على شكر، ولا يصور النقمة المخففة فى صورة النعمة، وانما يشر الصبر خاصة وهذا الحديث يثمر الصبر ثم الشكر.
اسجاع وأبيات حكمية فى التأسى التاسى جنة البلاء ، وسنة النبلاء درج الاصطبار(2)، كما أن الجزع درك التبار(2)، وإنه ينبغى لذى البصيرة أن يرى النعم فى صورة العوارى المرتجعة(4)، والودائع المنتزعة، فمتى لم يفعل ذلك أعظم فقدها، وجور المنعم إذا استردها، كما ينبغى له الايذهل عن حظوظ جنسه منها ودولتهم فيها (1) اخرجه الإمام مسلم : كتاب الزهد والرقائق (9) عن ابى هريرة . ونكره المتقى الهندى فى در العمال (6424) وعزاه للبيهقى عن ابى هريرة به .
(2) ترج الاصطبار: مسلكه وطرقه .
(3) الهلك .
4) العوارى، مفردها العارية : وهو ما تعطيه غيرك على شرط أن يعيده لك .
صفحہ 52