============================================================
والتى بعدها ، وهو قوله سبحانه قل من ذا الذى يفصكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة} [الاحزاب :17] .
فهذه جمل طوام العوام والامتمان بها ، ثم إن الله سبحانه دل من امتحن بها على ما أب به رسوله لا بقوله *لقذ كان لكم في رسول الله أسنوة حسة[الأحزاب :21].
الومما أتب الله به رسوله عليه السلام ، التأسى ، قال عز من قائل ولقذ كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذيوا وأوتوا حتى أتاهم تصرتا [الأنعام :34] .
ثم عرف الله رسوله عليه السلام أن إضاعة التأسى وترك العمل به لا يجلب إليه حظا فقال وإن كان كبر عليك إغراضهم فبن استطغت أن تبتفى نفقا فيى الأرض أو سلما فيي السماء فتائيهم بآية) [الاتعام :35] .
واعلم ان التاسى بهم مفترض عليه بقوله فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} [الأحقاف : 35] . قوله أوكنك الذين هذى الله فبهداهم قتد[الأتعام :90) فهذا أمر جزم.
وروى أن رسول الله قال : "إن الله أدبثى فاحسن انبىن(1) .
فالتأسى مما ألب الله به رسوله بل مما افترضه عليه كما بينا، ومعنى التاسى عند الأئمة أن تتظر إلى أسى غيرك، أى حزنه ، والنه مثل أساك، أى مل حزنك، فتصبر. والأسى : هو الحزن، ولا يعجبنى هذا، وهو عندى ماخوذ من قولهم : أسوت الجرح والجريح، أى داويت، والأسيى : هو الطبيب المداوى، فكان معنى التأسى : التطبب والتداوى بالصبر ، والأسوة : اسم من هذا، والتاسى : تف من الأسوة ، ولو كان على ما ذهبوا إليه لكان مضى التاسى، التحزن تقول : أسيت، أى حزنت ، وتاسين أى تحزنت .
(1) أورده المناوى فى الفيض (224/1) عن ابن مسعود وقال : إصناده ضيف ، وقال السخاوى : ضيف ، ونكره المتقى الهندى فى كنز العمال (21895) وعزاه الابن السمعانى فى اتب الإملاء عن ابن مسعود به .
صفحہ 51