============================================================
فقال له الراهب : هكذا زعم راهب كان ذا بله(1) ثم صح عنده بطلان ز عه: قال الراعى : أخبرنى عن ذلك .
فقال الراهب : إنه كان سائح مترهب فمر فى سياحته بدير كان حسن البناية، فتبطمت(1) حيطانه ، وهو بمكان طيب نزه(1)، وبين يديه أرض أريضة فيحاء ذات ماء عذب، وفى ذلاك الدير نفر من ضعفاء الرهبان ومساگينهم، فأعجبه الدير وأوطنه ، وكان قوى البدن جلدا معمارا، فأصلح ما تظم من جران الدير، وعمر الأرض التى عنده فاحتفر سواقيها وأجرى ماعها، وغرس فيها صنوف الأشجار، فدرت منافع الدير، وقصده الرهبان فأوطنوه ، وسادلهم ذلك السائح واتخذ العبيد والدواب ، وآلة عمارة الأرض ، واستضاف إلى أرض الدير ما جاورها، وغرس فيها من الكروم والزيتون واللوز شينا كثيرا، فعظمت المنافع وكثرت الجباية ورغب السائح فى جمع الدنيا ، واتخذ كنزا نفيسا فى اقرب مدة.
الوكان يقال : المال كالماء فمن استكثر ولم يجعل له مسر سرب فيه على قر الحاجة - غرق به .
ال وكان يقال : المواساة فى المال والجاه عوذة بقائهما .
الاولما عامل الراهب السائح من عمر معه التير بالحرمان ، واستأثر دونهم بالمال، اكثروا شكايتهم ، ففتحت القالة فيه ، واجترا عليه من كان يهابه ، وأفضت الحال به إلى مكاشفته ، فجاهروه ودعوه إلى الإتصاف والمواساة فيما بين يديه .
فقال لهم : كيف أعطيكم مالى الذى كسبته بكدى واستفرغت فى تحصيله دى؟.
فقالوا : بل هو مال الله ولكل واحد منا فيه حق، ولك الفضل علينا بتميته وونه فقال لهم : ستعلمون مال من هو؟
(1) أى نو ضعف فى العقل وعجز فى الرأى .
(2) أى حدث بها خلل وتصدع .
(3) أى حسن المنظر.
صفحہ 149