(في أصناف السيرة العقلية الواجب على الإنسان اتباعها والعمل بها)
اللهم صيل التوفيق بقولنا ، والتصديق بعملنا ، والتحقيق بقلوبنا ، ولا تكلنا إلى حولنا وقوتنا ، ولاتحل بيننا ويين ما يقربنا منك ، ويدتينا من بابك ويجيرنا من عذابك ، يا ذا الجلال والإكرام .
ذكر بعض العلماء أن المخلرقات بأسرها على أربعة أقسام :
(القسم الأول) : الذي له عقل وحكمة ، وليس له طبيعة ولا شهوة وهم السملائكة .
( القسم الثانى) : الذي له طبيعة وشهوة ، وليس له عقل ولاحكمة ، وهم الحيوان غير الإنسان .
(القسم الثالث) : الذي ليس له عقل ولا حكمة ولاطبيعة ولا شهوة ، وهم الجماد والنبات .
ولما دخلت هذه الأقسام الثلالة في الوجود لم ييق من الممكنات إلا القسم الرابع :
{القسم الرابع)) : وهو الذي يكون له عقل وحكمة وطبيعة ، وشهوة وذلك هو الإنسان ولما ثبت في المعارف الحكمية أنه تعالى عام الفيض على الممكنات ، اقتضى عموم جوده ! دخال هذا القسم في الوجود .
هذا قال ( إلى جاعل في الأرض خليفة (1)) لئلاييقى شىءمن الممكنات محروماعن تأثير إيجاره . فأول نعمة أنعمها على الأعجم والفصيح ، حياة الروح لأن بالحياة، ينوق اللذات وينال الشهوات ، وهى نعمة عامة على جميع الحيوان ليست بخاصة الإنسان، لكن النعمة التي هو مخصوص العقل وبه حصل له النبل ، وبقوته ملك الحيؤان وقهر ، وسواس الأشياء ودبر . والأحص منه العلم ، وهو نتيجة العقل وبه التفاضل بمقدار النقص والفضل وبحسب الطلب والحث ، وبقدر الفحص والبحث ، وغاية ما خلق له وطلب منه العمل ، وهو الذي أجرى إليه ، وأثيب عليه وهو قوله تعالى :
صفحہ 66