============================================================
(مقاصد التصورات) فصل في المعرفات لما فرغنا من الكلام على مباديء التصورات وما يتعلق بها. نشرع الآن على التكلم على مقاصد التصورات.
ولما كان التصديق مسبوقا بالتصور طبعا بدأنا بمباديء التصورات ومقاصدها وضعا وسيأتي الكلام على التصديقات إن شاء الله تعالى.
واعلم أن مدار هذا الفن على العلم إذ العلم تصور أو تصديق معه تصور ولا يتوصل إلى التصور إلا بالقول الشارح وهو الحدود، كما أنه لا يتوصل إلى التصديق إلا بالحجة، وهي البراهين، ثم هنالك الحدود والبراهين لها صورة ومادة وغاية، فمادتها معرفة الكليات الخمس وما يتعلق بها وتقدم الكلام عليها وغايتها معرفة الحدود. وها نحن نتكلم على صورته وكيفية تركيبه في هذا الفصل، وذكر الغزالي في "المستصفى"(1) قولين: (هل الحد عين المحدود أو خلافه؟) وجعله القرافي (4) لفظيا قائلا: (هو غيره إن أريد به اللفظ وعينه إن (1) كتاب المستصفى لأبو حامد الغزالي حجة الإسلام. وهو في أصول الفقه مطبوع عدة (2) القرافي هو : أحمد بن إدريس بن عبدالرحمان أبو العباس شهاب الدين الصنهاجيء
صفحہ 66