فقلت: أما الحديث فقد أخبرتني به خاتمةُ مُسنِدِي مصرَ أم محمدٍ ابنةُ عمرَ ابن العزِّ بن جماعة (١)، عن أبي عمرَ محمد بن أحمدَ بن إبراهيم الحنبليِّ، أنبأنا الفخرُ أبو الحسن علي بن أحمدَ الصالحيّ، عن أبي جعفرٍ الصيدلانيِّ، أخبرتنا فاطمةُ ابنةُ عبدِالله قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذةَ، أخبرنا أبو القاسم الطبرانيّ (٢)،
_________
= وانظر له: «تهذيب الكمال» (٥/٣٥١) .
وليث هو ابن أبي سُليم، صدوق اختلط جدًا، ولم يتميز حديثه، فترك.
وظفرتُ بشاهدٍ له، لم أر من نبّه عليه، وهو:
ما أخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» (٢/٥٥٩- ٥٦٧) من طريق خالد بن حبيش، عن عمرو ابن واقد، عن عروة بن رويم، وساقه مطوّلًا جدًّا، وفي آخره بيان لغريبه. وهذا إسناد معضل.
قال أبو عبيدة: وجدتُ حديثًا فيه دعاء النبي ﷺ لصحابي بكثرة المال أو البركة، فات المصنِّف ذكره، وهو على شرطه:
أخرج البخاري في «الأدب المفرد» (رقم ٦٣٢)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢/ ٣٨ رقم ٧١٧)، وأبو يعلى (١٤٥٦، ١٤٦٧، ١٤٦٩)، وابن جرير في «المنتخب» (ص ٥٦٠)، وأبو نعيم في «المعرفة» (٤/٢٠٠١-٢٠٠٢ رقم ٥٠٢٦، ٥٠٢٨) عن عمرو بن حريث، قال: ذهبت بي أمي إلى النبي ﷺ، وأنا غلام، فمسح على رأسي، ودعا لي بالرزق، وفي رواية: بالبركة.
وأخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» (١/٢٤٦) ولفظه: «اللهم بارك له في صفقته»، وفي لفظ عند ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢/٣٧ رقم ٧١٤): «اللهم بارك لعبد الله في تجارته»، والحديث صحيح، انظره في «السلسلة الصحيحة» (٢٩٤٣)، وعزاه الهيثمي في «المجمع» (٩/٢٨٦، ٤٠٥) للطبراني، وأبي يعلى، وقال: «رجالهما ثقات» .
وهنالك أحاديث أخرى. وفي صحتها كلام. انظر -على سبيل المثال-: «الآحاد» (١٦٨٧) لابن أبي عاصم.
(١) اسمها سارة، ترجم لها المصنف في «الضوء اللامع» (١٢/٥٢) . وقال عنها: «من بيت علم ورياسة»، و«قد حدثت بالكثير» . سمع عليها الأئمة، وحملتُ عنها ما يفوت الوصف، وكانت صالحة، قليلة ذات اليد، ولذلك كنا نواسيها مع فطنة وذوق ومحبة في الطلبة، وصبر على الإسماع، وصحة السماع، أضرَّت قبل موتها بمدة، وماتت في ليلة الاثنين خامس المحرم سنة خمس وخمسين، ودفنت من الغد»، قال: «ونزل أهل مصر بموتها في الرواية درجة، رحمها الله وإيانا» .
(٢) في «المعجم الكبير» (١٧/٢٨-٢٩ رقم ٥٦)، ومن طريقه المزي في «تهذيب الكمال» (٢٢/١٨٧-١٨٨)، وعزاه السيوطي في «الحاوي للفتاوى» (١/٣٧٤-٣٧٥) للطبراني في «الكبير»، =
1 / 67