============================================================
كل يوم معة مرة كما قال الله تعالى : وأستغفر لذ نبع} [سورة محمد 19/47] - أي : لذنب وجودك - وهذا هو الإنابة ؛ فإن الإنابة الرجوع عن كل ما سوى الله إليه، والدخول في سلم القربة في الآخرة ، والتظر إلى وجه الله تعالى كما قال صلى الله عليه (وآله] وسلم : " إن لله عبادأ أبدانهم في الدنيا وقلوبهم تخت العرشر "(1) [22/ب] فإن رؤية الله لا تحصل في الدنيا ، بل تحصل رؤية صفات الله تعالى في مرآة القلب كما قال عمر [ بن الخطاب) رضي الله عنه(2) رأى قلبي ريى - أي : بنور ريي . فالقلب مرآة (لعكس) جمال الله تعالى : وهذه المشاهدة لا تحصل إلا بتلقين شيخ واصل مقبول من السابقين، ثم رد إلى تكميل الناقصين بأمر الله تعالى ، وبواسطة نبيه [صلى الله عليه واله وسلم] .
فإن الأولياء للخواص مرسلون لا للعوام ، فرقا بين النبى والولي ، فإن التبى يرسل إلى العوام والخواص جميعا مستقلا بنفسه والولي المرشد (يرسل) للخواص فقط غير مستقل [بنفسه]؛ فإنه لا سعة إلا بمتابعة النبي، حتى لو ادعى الاستقلال كفر، وإتمال شبه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) علماء أمته بأنبياء بني إسرائيل لأنهم (23/أ] كانوا متابعين لشريعة المرسل وهو موسى عليه [الصلاة) والسلام، لكن علماؤهم كانوا يجددونها، ويؤكدون أحكامها من غير اتيان بشريعة أخرى، فكذا علماء هذه الأمة من الأولياء ، يرسلون [للخواص) لتجديد الآمر والنهي واستحكام العمل على التأكيد الأبلغ ، وتصفية أهل الشريعة . وهي في القلب موضع المعرفة، وهم يخيرون بعلم التبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كأصحاب الصفة كانوا ينطقون [بأسرار) (1) لم نعلر عليه (2) عمر بن الحطاب بن تفيل بن عبد العزى ، القرشي، العدوي، أبو حفص، ولد عام ثلاث عشرة من عام الفيل، أسلم وله سبع وعشرون سنة كان من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجحاهلية . أحد العشرة المشهود لهم بالحتة، وأحد أصهاره البى وأمير المؤمنين، استشهد سنة ثلاث وعشرين. انظر كتاب "تهذيب تاريخ الخلفاءه ، للسيوطي، تهذيب الشيخ نايف العباس، تحقيق خالد الزرعي - محمد غتان عزقول، نشر دار الألباب (دمشق) 1
صفحہ 72