سيرة الملوك التباعنة
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
اصناف
انشقت الأرض فجأة عن العروس وموكبها الهائل، في حالة من الذعر والفوضى الشديدين.
حتى إذا ما تسلل موكبها من جمال وخيول بأحمالها إلى داخل عتبات قصر التبع الحصين دون أدنى رقابة ارتمت العروس من فورها بين أحضانه باكية كمثل مراهقة غريرة.
وأمام انبهار التبع حسان من جمالها وروعتها وكامل زينتها وإيماءاتها العذبة وتدللها، أمر من فوره بإدخال صناديق عرسها ووصيفاتها وتوابعها من خدم وحشم، مشيرا: أقيموا الأفراح.
وعلى الفور علت الزغاريد والغناء ودقت الدفوف، وامتدت سماطات وموائد الطعام، ولهجت الألسن بكل لهجة ولكنة ولسان بمحاسن العروس والعرس، إلى أن اختلط الحابل بالنابل، في تلك الليلة التي اعتراها التوتر والمفاجآت منذ مطلع النهار، بما ينبئ عن اختتامها بحادث جلل.
هكذا بدا الأمر للوزير وهو يرقب مجريات أمور هذا اليوم الرهيب وما سينتهي إليه.
تساءل الوزير وهو يرقب متطلعا في وجوه أهل العروس وأقاربها وخدمها وحشمها ومهرجيها؛ متسائلا: كل هذا الجيش!
مضى يرقب ما يحدث على مشارف مخدع التبع، الذي استسلم للجليلة، إلى حد إجلاسها إلى جانبه على «عرش التباعنة» ويستغرق من فوره من تتبع مضحكيها وسمارها الستة وهم يقفزون متراقصين عابثين هنا وهناك على أصداء الموسيقى الصاخبة.
وعن للوزير السؤال عن أحدهم وكان أبرزهم حركة وقربا إلى قلب العروس الجليلة بنت مرة.
فقيل له إن اسمه «قشمر بن غرة» وهو مضحك الأميرة.
انسحب الوزير محاولا جذب انتباه التبع لما يجري فما كان منه إلا أنه أغلظ له القول، إلى حد الإقلال من شأنه أمام الجليلة التي بدت للوزير ساعتها وعيناها لا تغفل عن مهرجها «قشمر بن غرة» مما دفع بالوزير إلى الانسحاب حفاظا على ماء وجهه، وهروبا بجلده مما يحدث.
نامعلوم صفحہ