وحكي أن قاضي القضاة سئل: من الخوارج؟ قال: نحن، خرج أبو الحسين الهاروني داعيا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخلفنا عنه.
وسمعت أبا الحسن الإستراباذي بموشياه سربيحان؟؟؟؟ يقول: أخبرني والدي، قال: سمعت إبراهيم بن أرج الفقيه، يقول: كان المؤيد بالله جالسا في بعض الأيام وعلي بن سرجاب الأمير ببتنجان على يساره إذ جاء رجل بقار وسلم على المؤيد بالله، فرد عليه، ثم قال: أيها الإمام لي دعوى على علي بن سرجاب، فقام علي بن سرجاب وقام بجنبه فادعا أنه غصب بقرة له، فسأله المؤيد بالله عن صفة البقرة وقيمتها، فوصف وبين، فأنكر علي بن سرجاب فلم يكن له بينة فحلفه، ثم قال المدعي: كان غرضي بهذه الدعوى أن يتحقق الناس أنا في زمان إمام يسوي بين الملك والبقار، ولم أطمع في أخذ قيمة البقرة منه لأنه أميرنا.
قال الفقيه، قال والدي: سمعت ثقة يقول: إن أصحاب المؤيد بالله حضروا عنده، وقد قبضوا على رجل وقد ضربوه واستخفوا به، وقالوا: رأيناه وقد رفع رأس بقرة على خشبة. ويقول: هذا رأس أبي الحسين الهاروني، فسألوه فأنكر، وشهد عليه بذلك جماعة، فقال للرجل: أسأت ودواؤك أن تتوب. فقال الرجل: تبت، وندمت، فعفا عنه وخلى سبيله، فاستمر الرجل على التوبة وحسنت سيرته وحمدت طريقته، حتى كان يقصد للزيارة.
قال: وقصده رجل فقال: أيها الإمام في جواري رجل يكفرني، أأكفره؟ قال: ناظره وجادله وعظه، فإن لم تنجع فيه، ولم يخف الله فيك فخف الله فيه، كيلا تكون مثله.
قال: وسمعت الشيخ أبا القاسم بن تال يقول: إن فلك المعالي دخل آمل في زمان أبيه، فاستقبله سادات طبرستان وتقاد الجنائب المحلاة بالذهب قدامه في تجمل عظيم. قال فلك المعالي: لايعجبني ما أرى منكم، فالعلوي يحب أن يكون مثل أبي الحسين الهاروني، الذي هو ذا يناطح أبي.
صفحہ 18