رجع الحديث ونهض أمير المؤمنين فحط في موضع يسمى أحوص أو حويص، ثم ارتحل فحط موضعا يسمى ملاحا، ثم نهض فحط موضعا يسمى الشعارية من أسفل وادي مسور وأخذ بليلته حصنا شامخا منيعا لقوم من سنحان يسمى حضر وهو من أعجب الحصون في الارتفاع والاقتصاد والحرز، ونهض فحط موضعا يسمى زبار أعلى وداي مسور وهنالك لقيه الشيخ الرئيس زاهر بن عقبة العرشي بالضيافات الجزيلة والكرامات العظيمة فأعم العساكر كلها وأثنى الناس بشكره وذم غيره، ثم نهض عليه السلام فحط موضعا يسمى ريمة من بلد سنحان، ثم دخل صنعاء يوم الجمعة السابع عشر من شهر صفر سنة خمسين وستمائة سنة، فصلى صلاة الجمعة في جامعها وأقام في [85ب-أ] داره المباركة وأتاه أهل الجهات من سائر النواحي يهنونه الفتح ويلتمسون منه البركة وحينئذ أظهر النهوض إلى مسور لحرب من خالفه وقدم الأمير الأجل أحمد بن محمد بن حاتم والسلطان الأجل المجاهد حسام الدين الوشاح بن عمران في عساكر عظيمة ورأى إقامته تلك الأيام في صنعاء أصلح.
ومما قيل في ذلك من الأشعار ما قاله الشيخ راشد بن علي بن حسين بن عبد الرحمن يمدح أمير المؤمنين ويهنيه بفتح مأرب:
تذكر أيام الحمى فاحتمى الكرا
تراءت لعينيه القباب بحاجر
ترحل عن الدار المهينة أهلها
وجاوز بها صنعاء غير محارب
فإن شاهدت ذاك الجبين لأحمد
إمام الهدى المهدي والقائم الذي
أغر يفوق البدر نورا وبهجة
له المنصب المشهور والشرف الذي
ثنا مدحه في الأرض ما انفك وانبرى
سلا مسور المنتاب عن سطراته
وبيحان والشرق البعيد وغيره
رما مأربا لما عصته عصائبا
وذلك منها جامحا متغلبا
وماذا أراد العسكر المجر غازيا
وما عدن أو ما ظفار بمعجز
?
?
وسر بذياك النسم الذي سرا
فبل بصوب الدمع خدا ومحجرا
وحل المطايا الخوض ينفخ في البرا
فمن بعد صنعاء لا أمام ولا ورا
قلائدها حينا وما حمد السرا
رقى شرفا سام السماك ومفخرا
ويدعو رسول الله جدا وحيدرا
يحل من العليا في ذروة الذرا يباشر في لسن البلاغة منبرا
صفحہ 270