ومدّ له عند الفواتح مشبعا ... وفي عين الوجهان والطّول فضّلا
وفي نحو طه القصر إذ ليس ساكن ... وما في ألف من حرف مدّ فيمطلا
قوله ومد فعل أمر وفي داله الحركات الثلاث والرواية الفتح أي ومد للساكن لأن كلامه في البيت السابق فيما يمد قبل الساكن فكأنه قال ومد لأجل الساكن أيضا في موضع آخر وهو فواتح السور نحو الم والمص وكهيعص ونحو ذلك وقوله عند الفواتح أي فيها فكأنه قال إذا وجدت في هذه الفواتح حرف مد ولين لقي ساكنا فأشبع المد لأجل الساكن وذلك لجميع القراء كمد طامة ودابة بخلاف المد لسكون الوقف، واعلم أن الحروف التي تمد لأجل الساكن سبعة أحرف لام كاف صاد قاف سين ميم نون وقوله: مشبعا أي مدا مشبعا أي طويلا ومشبعا بكسر الباء الرواية ويجوز فتحها وقوله وفي عين الوجهان يعني أن في عين من حروف الفواتح وذلك في كهيعص وحم عسق وفي قوله الوجهان إشارة إلى إشباع المد وهو المراد بالطول وإلى عدم الإشباع وهو التوسط ثم قال والطول فضلا يعني الإشباع أفضل من التوسط وهذان الوجهان لجميع القراء وقوله وفي نحو طه القصر يعني أن كل ما كان من حروف الهجاء على حرفين فإنه يجب فيه القصر وذلك خمسة أحرف الطاء والهاء والراء والياء والحاء ثم قال إذ ليس ساكن يعني ليس فيه ساكن فيمد حرف المد لأجله ثم قال وما في ألف من حرف مد يعني أن الألف على ثلاثة أحرف وليس الأوسط حرف مد ولين وإنما هو لام مكسورة بعدها فاء ساكنة وقوله فيمطلا أي فيمد فكل ممطول ممدود ومنه
اشتقاق المطل بالدين لأنه مد في المدة:
توضيح: قد تحرر من هذين البيتين أن حروف الفواتح على أربعة أقسام:
القسم الأول: ما كان على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ولين نحو لام ميم نون فهو ممدود بلا خلاف.
القسم الثاني: ما كان على ثلاثة أحرف وليس فيه حرف مد ولين وهو الألف فهو مقصور بلا خلاف.
القسم الثالث: ما كان على ثلاثة أحرف أيضا وأوسطها حرف لين لا حرف مد وهو عين ففيه الوجهان.
القسم الرابع: ما كان على حرفين نحو راويا وطا فهو مقصور بلا خلاف.
وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة ... بكلمة أو واو فوجهان جمّلا
بطول وقصر وصل ورش ووقفه ... وعند سكون الوقف للكلّ أعملا
وعنهم سقوط المدّ فيه وورشهم ... يوافقهم في حيث لا همز مدخلا
تكلم فيما تقدم في حروف المد واللين وهو الآن يتكلم في حرفي اللين وهما الياء الساكنة
1 / 60