وإن لاح لنفوسكم من أخبار نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم قبس هداية فهو الدليل في البداية والشفيع في النهاية، أقبلتم على كتب الأخبار النبوية، والأخبار(1) المعروفة، فمن المختصرات (الأربعين السيلقية)(2) فهي شفاء للقلوب الصدية، وشرحها (الأنوار المضية)(3) للإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة، و(حديقة الحكمة)(4) شرحها الإمام المنصور بالله، ومن الكتب [كتاب](5) (سلوة العارفين)(6) للإمام الجرجاني، و(البالغ المدرك)(1) وشرحه (لأبي طالب)(2)، و(شمس الأخبار)(3) و(تنبيه الزاهدين الراغبين) (4) لمحمد بن عبد الله الرقيمي رحمه الله تعالى، وغيرها من الكتب البسيطة، لكن هذه من جملة تراث سيدي إبراهيم الكينعي، في خزانة [كتبه](5)، فهذه سفينة من ركبها نجا، وإلى الخير وصل واهتدى، وإن جاشت على قلوبكم جنود حكايات الصالحين، وهملت دموعكم على معالم أهل التقوى واليقين، فبها ونعمت، كفيتم مؤنة الطلب(1) وأخذتم خلاصة ذوي البصائر والأدب، فلم يغترفوا-رضي الله عنهم إلامن هذين البحرين الزاخرين بالدرر، وفلذ المرجان ونفيس الجوهر، فقد دللتكم على كيمياء السعادة وكنوز الحسنى والزيادة، طالعتم كتاب (جلاء الأبصار بحكايات الصالحين والأخيار) (2) للفقيه العالم نزيل الحرم الشريف أبي القاسم بن محمد الشقيف، وكتاب (روض الرياحين في كرامات الصالحين(3) حصله إبراهيم الكينعي على مشقة صدر له من الشهر من عز عليه ما يطلب هان عليه ما يبذل، وكتاب (بستان العارفين لحكايات أهل اليقين) للجوزي، وهذه في خزانته رحمه الله موجودة، وحلية شيخكم ودليلكم إلى الله بعد كتابه وسنة نبيه، فهي مغناطيس الفوائد وبغية الرايد؛ لأن المشاهد والعلوم أكثر بغية إن شاء الله تعالى، هذا الكتاب المبارك، وشمرتم على الإطلاق على كتب المعاملات، فهي أغذية القلوب كما أن الطعام والشراب أغذية النفوس، وبه قوام الخلقة الإنسانية، وهي موجودة في خزانة شيخكم رحمه الله (سلوة العارفين) وكتاب ( الأنطاكي) و(جواهر قوة القلوب) لأبي طالب المكي، وكتاب (عوارف المعارف) للشهروردي، و(تذكرة ذوي الألباب) وهي أنفس ما يقصد المبتدي والمنتهي، وكتاب (التصفية)(4) للحسن الديلمي، وهي خلاصة الخلاصة الشافية الكافلة الكافية إن شاء الله تعالى، وكتاب (بداية الهداية)(5) للغزالي، وفي غير الخزانة (تصفية الإمام يحيى بن حمزة)(6) ، وكتاب (إحياء علوم الدين)للغزالي نفيس بسيط جامع للعلوم كاسمه، وغير ذلك، والدليل يرشد إلى الطريق، والله الهادي.
إن التجار إذا راحوا وقد ربحوا ... أنساهم الربح ما أعناهم السفر
وها أنا باسم الله أبتدئ، وبه في كل أموري أهتدي.
الفصل الأول [ في صفته وحليته]
في حليته على سبيل الجملة، ونشوؤه الطاهر، وحسبه الطاهر.
أما صفته وحليته: فهي معنى ما قاله بأن مدينة علم الله، وحامل وحي الله، أسد الله في الأرض، وحجته على الخلق، أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حيث قال لهمام(1) رحمه الله تعالى في صفة المتقين، وقد جعلتها في مختصري هذا غرة شادخة، ولمعة باذخة؛ لأن كلامه عليه السلام عليه مسحة من الكلام الإلهي، وعبقة من الكلام النبوي، والمدينة لا تدخل إلا من بابها؛ لأنه إمام هذه الطريقة، ومفتاح علوم أهل الحقيقة، وهذه هي الغرة المباركة.
صفحہ 46