الارحام ولا يعرض لاحد في ميراث إلا لمن صح أنه غير وارث وكان الناس من قبل ذلك في بلاء وتعلل متصل من المستخرجين والعاملين (وفيها) أخرج محمد بن إسحاق بن كنداجيق بعض أصحابه لمحاربة قوم من القرامطة جاءوا إلى سوق البصرة فعاثوا بها وبسطوا أيديهم وأسيافهم على الناس فيها فلما واقفهم أصحاب ابن كنداجيق صدمهم القرامطة صدمة شديدة حتى هزموهم وقتل من أصحاب ابن كنداجيق جماعة وكان محمد بن إسحاق قد خرج كالممد لهم فلما بلغه أمرهم وشدة شوكتهم انصرف مبادرا إلى المدينة فأنهض السلطان محمد بن عبد الله الفارقى في رجل كثير معونة لابن كنداجيق ومددا له فأقاما بالبصرة ولم يتعرضا لمحاربة * وفى شعبان من هذه السنة قبض على إبراهيم بن أحمد الماذرائى وعلى ابن أخيه محمد بن على بن أحمد فطالبهم أبو الهيثم بن ثوابة بخمسمائة ألف فحملوا منها خمسين ألفا إلى بيت المال وصانعوا الوزير ابن خاقان وابنه وابن ثوابة بمال كثير وصادر ابن ثوابة جماعة على مائة ألف دينار فحمل منها ابن الجصاص عشرين ألفا وفرضت البقية على جماعة منهم ابن أبى الشوارب القاضى وغيره وظهر في هذا العام ضعف أمر محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير وتغلب ابنه عبد الله عليه وتحكمه في الامور دونه وكثر التخليط من محمد في رأيه وجميع أمره فكان يولى العمل الواحد جماعة في أسبوع من الايام وتقدم بالمصانعات حتى قلد عمالة بادوريا في أحد عشر شهرا أحد عشر عاملا وكان يدخل الرجل الذى قد عرفه دهرا طويلا فيسلم عليه فلا يعرفه حتى يقول له أنا فلان بن فلان ثم يلقاه بعد ساعة فلا يعرفه (وفيها) ورد الخبر بانخساف جبل بالدينور يعرف بالتل وخروج ماء كثير من تحته غرقت فيه عدة من القرى وورد الخبر أيضا بانخساف قطعة عظيمة من جبل لبنان وسقوطها إلى البحر وكان ذلك حدثا لم ير مثله (وفيها)
صفحہ 28