صلة ثانية للفرسان ثلاثة أشهر وللرجالة ست نوائب وولى مونسا الخادم شرطة جانبى بغداد وما يليها وتقدم إليه بالنداء على محمد بن داود ويمن ومحمد الرقاص وأن يبذل لمن جاء بمحمد بن داود عشرة آلاف دينار وخلع على عبد الله بن على ابن محمد بن أبى الشوارب لقضاء جانبى بغداد وقلد الوزير على بن محمد أخاه جعفر ابن محمد ديوان المشرق والمغرب وأشاع أنه يخلفه عليهم وقلد نزار الكوفة وطساسيجها وعزل عنها المسمعى ثم عزل نزارا وولى الكوفة نجحا الطولونى وخلع على أبى الاغر خليفة بن المبارك السلمى لغزاة الصائفة وعظم أمر سوسن الحاجب وتجبر وطغى فاتهمه المقتدر ولم يأمنه وأدار الرأى في أمره مع ابن الفرات فأوصى إليه المقتدر خذ من الرجال من شئت ومن المال والسلاح ما شئت وتول من الاعمال ما أحببت وخل عن الدار أولها من أريد فأبى عليه وقال أمر أخذته بالسيف لا أتركه إلا بالسيف فأحكم المقتدر الرأى مع ابن الفرات في قتله فلما دخل معه الميدان في بعض الايام أظهر صافى الحرمى العلة وجلس في بعض طرق الميدان متعا للافنزل سوسن ليعوده فوثب إليه جماعة فيهم تكين الخاصة وغيره من القواد فأخذوا سيفه وأدخلوه بيتا فلما سمع من كان معه بذلك من غلمانه وأصحابه تفرقوا ومات سوسن بعد أيام في الحبس وقلد الحجابة نصرا الحاجب المعروف بالقشورى وكان موصوفا بعقل وفضل وكان النصارى في آخر أيام العباس ابن الحسن قد علا أمرهم وغلب عليهم الكتاب منهم فرفع في أمرهم إلى المقتدر فعهد فيهم بنحو ما كان عهد به المتوكل من رفضهم واطراحهم وإسقاطهم عن الخدمة ثم لم يدم ذلك فيهم * وفى يوم السبت لاربع بقين من ربيع الاول سقط ببغداد الثلج من غدوة إلى العصر حتى صار في السطوح والدور منه نحو من أربعة أصابع وذلك أمر لم ير مثله ببغداد * وفى يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع
الاول سلم محمد بن يوسف القاضى ومحمد بن عمرويه وابن الجصاص والازرق كاتب الجيش في جماعة غيرهم إلى مونس الخازن فقتل بعضهم وشفع في بعض فأطلق (وفيها) وجه القاسم بن سيما في جماعة من القواد والجند في طلب الحسين بن حمدان فشخص لذلك حتى صار إلى قرقيسيا والرحبة وكتب إلى أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان بأن يطلب أخاه ويتبعه فخرج في أثره والتقى بأخيه بين تكريت والسود قانية بموضع يعرف بالاعمى فانهزم عبد الله عن أخيه الحسين ثم بعث الحسين إلى السلطان يطلب الامان لنفسه فأعطى ذلك * ولسبع بقين من جمادى الآخرة خلع على بن دليل النصراني كاتب ابن أبى الساج ورسوله وعقد ليوسف على آذربيجان والمراغة وحملت إليه الخلع وأمر بالشخوص إلى عمله وللنصف من شعبان خلع على مونس الخادم وأمر بالشخوص إلى طرسوس لغزو الروم فخرج في عسكر كثيف وجماعه من القواد وكان مونس قد ثقل على صافى الحرمى وأحب ألا يجاوره ببغداد فيسعى مع الوزير ابن الفرات في إبعاده فأغزى في الصائفة وضم إليه أبو الاغر خليفة بن المبارك فلم يرضه مونس وكتب إلى المقتدر يذمه فكتب إليه في الانصراف فانصرف وحبس واجتمع قول الناس بلا اختلاف بينهم أنه لم يكن في زمن أبى الاغر فارس للعرب ولا للعجم أشجع منه ولا أعظم أيدا وجلدا (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل ابن عبد الملك
صفحہ 22