وحاميا له * وفى هذا اليوم كانت بين الحسين بن حمدان وبين غلمان الدار التى كان بها المقتدر حرب شديدة من غدوة إلى انتصاف النهار وثبت سوسن الحاجب به وحامى عنه وأحضر الغلمان ووعدهم الزيادة وقوى نفس صافى ونفس مونس الخادم ومونس الخازن فكلهم حماه ودافع عنه حتى انفضت الجموع التى كان محمد بن داود جمعها لبيعة ابن المعتز وذلك أن مونسا الخادم حمل غلمانا من غلمان الدار إلى الشذوات فصاعد بها في دجلة فلما جازوا الدار التى كان فيها ابن المعتز ومحمد بن داود صاحوا بهم ورشقوهم بالنشاب فتفرقوا وهرب من كان في الدار من الجند والقواد والكتاب وهرب ابن المعتز ومن كان معه ولحق بعض الذين كانوا بايعوا ابن المعتز بالمقتدر فاعتذروا إليه بأنهم منعوا من المصير نحوه واختفى بعضهم فأخذوا وقتلوا وانتهبت العامة دور محمد بن داود والعباس بن الحسن واخذ ابن المعتز فقتل وقتل معه جماعة منهم أحمد بن يعقوب القاضى ذبح ذبحا وقالوا له تبايع للمقتدر فقال هو صبى ولا يجوز المبايعة له وقال الطبري ولم ير الناس أعجب من أمر ابن المعتز والمقتدر فإن الخاصة والعامة اجتمعت على الرضى بابن المعتز وتقديمه وخلع المقتدر لصغر سنه فكان أمر الله قدرا مقدورا ولقد تحير الناس في أمر دولة المقتدر وطول أيامها على وهى أصلها وضعف ابتنائها ثم لم ير الناس ولم يسمعوا بمثل سيرته وأيامه وطول خلافته وقال محمد بن يحيى الصولى وفى يوم الاثنين لتسع ليال بقين من ربيع الاول خلع المقتدر على على بن محمد بن الفرات للوزارة وركب الناس معه إلى داره بسوق العطش وتكلم في إطلاق جماعة ممن كان بايع ابن المعتز فأذن له المقتدر في ذلك فخلى سبيل طاهر ابن على ونزار بن محمد وإبراهيم بن أحمد الماذرائى والحسين بن عبد الله الجوهرى المعروف بابن الجصاص ووضع العطاء للغلمان والاولياء الذين بقوا مع المقتدر
صفحہ 21